وغنت أصالة على مدى 3 ساعات باقة متنوعة من أغانيها القديمة والجديدة الرومنسية والإيقاعية ومنها سامحتك كتير، ويا مجنون، وآسفة، وإنسان، وأكتر من اللي أنا بحلم بيه، ولو ما رجعتش، وقد الحروف وخانات الذكريات، كما حرصت على إهداء أغنية “فلسطين عربية” للشعب الفلسطيني وإهداء أغنية تونسية جديدة “يا زينة الدنيا يا تونس الخضراء” من كلمات الشاعر التونسي خالد الوغلاني للجمهور التونسي.
وقالت أصالة نصري في مؤتمر صحفي بعد الحفل إنها منفتحة على التعاون مع فنانين تونسيين في تقديم أغنيات ثنائية وإنها بصدد الإعداد لعمل مشترك مع الفنانة أميمة طالب التي تربطها بها صداقة وثيقة معلقة بأنها تحب فكرة الأغاني الثنائية والثلاثية بين الفنانين لأنها عبارة عن لقاء بين الأصدقاء يفاجأ الجمهور موسيقيا.
بين أصالة والجمهور شوق 10 سنوات
غنت أصالة في اختتام مهرجان قرطاج الدولي وسط حضور جماهيري كبير فاق 8 آلاف متفرج، رغم الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على العاصمة تونس قبيل الحفل، وحضرت مداعباتها وحواراتها المعتادة مع جمهورها الذي تفاعلت معه بالحديث عن أول حضور لها على مسرح قرطاج قبل أعوام طويلة وطلبت منهم مشاركتها في اقتراح بعض أنغام السهرة، وحدثت أصالة جمهورها قائلة: “مشاركتي في مهرجان قرطاج سنة 2006 كانت علامة فارقة في مسيرتي الفنية، وها أنا أعود لكم اليوم بنفس الشغف والحب، ممتنة لهذا الجمهور المثقف”.
ومازحت أصالة نصري جمهورها في أكثر من مرة وهي تقول لهم “ماشي حالي كويس شكلي؟” و”هذي الأغنية لكل صبية في الحفل” و”بتحبو صولا؟”، و”هالمسرح عندي غاية وحلم.. أتشرّف بالمشاركة بمهرجان اسمه مثل نجوم السماء سنين طويلة بتلمع”، مما زادة من حماس الجمهور وأثث تفاعلاته مع إيقاع الحفل.
وعن هذا التفاعل مع الجمهور قالت أصالة في مستهل المؤتمر الصحفي “دائما هو بخيالي جمهور جميل وفائق التفاعل، فالناس هنا تغني أحلى من كثير من المغنين، لقد تفاجأت اليوم أنهم أدوا معي أغنية يا مجنون بكل نوتاتها الموسيقية رغم أنني أعتبرها من أصعب الأغاني”.
وأضافت: “بيني وبين هذا الجمهور شوق 10 سنوات واندفاع وشغف ومحبة أعطاني اليوم حالة من السعادة التي لا توصف”.
نجمة عربية لكل الأوقات
وظهرت أصالة نصري خلال الحفل بفستان من اللونين الأبيض والأسود أنيق وطويل، ورافقتها فرقة موسيقية قادها المايسترو مصطفى حلمي، وأجمع الكثير من الموسيقيين والصحفيين على حد السواء أن حضورها ليلة اختتام قرطاج كان فيه الكثير من النضج والإتقان واحترام الجمهور.
وكتب قائد الفرقة الموسيقية التونسية محمد الأسود “رأينا الكثير من الاحترام لمسرح قرطاج من حيث الحضور والإعداد والخبرة في التعامل مع الجمهور والحدث، إنها أصالة المتعودة بالعروض والمسارح الكبيرة والتي تعد لكل تفاصيل حفلاتها، أصالة نصري مطربة سورية عربية مجتهدة وذكية ومتفردة بإحساسها وحضورها وتمتلك كل الصفات التي جعلت منها نجمة عربية لكل الأوقات والأزمنة”.
وعلق الموسيقي سامي الصندلي “كانت أصالة متألقة ومتمكنة وقدمت ساعات الحفل بنفس الإيقاع والإتقان مما عكس خبرتها الفنية وقيمتها، لا يمكن أن نختلف أن أصالة نصري فنانة استثنائية”.
وبدوره اعتبر الموسيقي والعازف مكرم الأنصاري أن “حفل أصالة أعاد الاعتبار لمكانة مسرح قرطاج العريق بإبداع أصالة وفرقتها الموسيقية”.
وأضاف أن “نجاح أصالة نصري في تأثيث حفل كامل بأغانيها يصنفها فنانة من الزمن الجميل ويرد على كل من يعتبر أن زمن الطرب والفن الجميل قد ولى، انظروا إلى حفل أصالة أغاني هادفة وطرب وحساسية عالية في الأداء ورصانة في التعبير وعزف جماعي منسجم”.
من جهة أخرى قالت الصحفية سعيدة الزمزمي في تصريحات للموقع إن أصالة نصري أثبتت أن لديها مخزون فني ثري تفاعل معه الجمهور واستمتع به كما أن حضورها المسرحي وذكاءها في إدارة حفلها كان لافتا، وهذه السهرة ذكرتنا بالسنوات الذهبية فنيا وجماهيريا لمهرجان قرطاج الذي يستعيد بريقه بأمثال أصالة من النجوم الحريصين على إتقان كل تفاصيل الحفل.
فيما علقت المدونة زبيدة الذوادي” أصالة نصري مدرسة في الحضور والتواضع والليلة كان واضحا اهتمامها بكل تفاصيل اللباس والديكور لتكوم ملكة على المسرح”.
وبصوت وحضور أصالة نصري أسدل الستار على الدورة الثامنة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي التي انطلقت في 18 يوليو وأثثتها سهرات تونسية وعربية وعالمية بقي الكثير منها في الذاكرة بما قدمه لطفي بوشناق وكاظم الساهر وزياد غرسة ووائل كفوري.