في تصعيد خطير للصراع بين روسيا وأوكرانيا، تعرض الجنرال إيغور كيريلوف، قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، للاغتيال في العاصمة موسكو بالقرب من الكرملين، باستخدام عبوة ناسفة وُضعت على دراجة نارية كهربائية.
وأعلنت الاستخبارات الأوكرانية مسؤوليتها عن العملية، التي تُعتبر واحدة من أكبر عمليات الاغتيال منذ بداية الحرب الأوكرانية، ما يثير تساؤلات حول تداعياتها وردود الفعل الروسية.
تداعيات سياسية وأمنية
يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول، عمّار قناة، أن هذه العملية تمثل “اختراقا أمنيا كبيرا لروسيا”، مشيرا إلى أنها تأتي في إطار إفلاس أوكرانيا العسكري على الجبهات، وسعيها لجذب الانتباه الإعلامي.
وأضاف: “نحن أمام رسالة سياسية أكثر من كونها عسكرية، تهدف لزعزعة استقرار المنظومة الأمنية والمجتمعية الروسية”.
وفي السياق ذاته، يرى قناة أن هذه العمليات تظهر تعقيدات الصراع الجيوسياسي، حيث تسعى أوكرانيا بدعم غربي لتغيير معادلة الحرب عبر وسائل غير تقليدية.
وأشار إلى أن “مثل هذه الأحداث لا تؤثر بشكل مباشر على المسار العسكري في الجبهات، لكنها تستهدف تعزيز أوراق أوكرانيا في أي مفاوضات سياسية محتملة”.
رد موسكو
من جانبها، تعهدت روسيا بالرد على هذا الاغتيال. ونقل ديمتري مديفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، تهديدًا مباشرًا بقوله: “الانتقام قادم”. إلا أن الدكتور قناة يرى أن الرد الروسي قد لا يكون انفعاليًا، مشددًا على أن السياسة الروسية تربط بين المسارين العسكري والسياسي، مما يجعل أي رد مدروسا ومتزامنا مع المصالح الاستراتيجية.
دلالات وأبعاد
يشير قناة إلى أن اغتيال كيريلوف، الذي كان متهمًا باستخدام أسلحة كيميائية وفق الادعاءات الأوكرانية والغربية، يمثل تصعيدا يستهدف استنزاف روسيا سياسيا وأمنيا.
وأضاف: “هذا النوع من العمليات يُظهر ضعفًا في أداء القوات الغربية والأوكرانية على الجبهات، مما يدفعهم للبحث عن نجاحات إعلامية”.
يجمع المحللون على أن عملية اغتيال كيريلوف تعكس تحولًا في أساليب الصراع بين موسكو وكييف، مع انخراط متزايد في “حروب غير تقليدية”.
ورغم ذلك، يؤكد قناة أن “روسيا لا تزال تتحدث من منطق القوة، ولا يبدو أن هذه العمليات ستُحدث تغييرًا استراتيجيًا في موقفها العسكري أو السياسي”.