ويرى الجولاني أن الانتخابات ليست أولوية في الوقت الراهن، مشددا على أهمية إعادة البناء وضمان الاستقرار.
هذا التوجه يتناقض مع الإجماع الدولي والعربي، الذي تجلى في اجتماع العقبة، بشأن تنفيذ القرار الدولي 2254 كخريطة طريق نحو حل سياسي شامل.
موقف الجولاني وتداعياته
يؤكد الكاتب الصحفي، عبدالله الأحمد لرادار على سكاي نيوز عربية، أن تصريحات الجولاني تعكس فهما معقدا للوضع الداخلي السوري، حيث يرى الجولاني أن الأولوية الآن تكمن في “الحفاظ على بنية الدولة ومنع انهيار المؤسسات”، مع التركيز على إدارة المرحلة الانتقالية بسلاسة.
ومع ذلك، يشير الأحمد إلى أن هذا التوجه يتعارض مع تطلعات القوى الإقليمية والدولية التي ترى في الانتخابات جزءا لا يتجزأ من أي عملية سياسية شاملة.
من جانبه، اعتبر الصحفي، غسان إبراهيم، أن رفض الجولاني للانتخابات يثير قلق المعارضة والقوى الدولية على حد سواء.
وأوضح أن الجولاني يحاول ترسيخ نفسه كجزء من العملية السياسية عبر الحكومة الانتقالية الحالية، دون الدخول في فوضى التحولات السريعة.
إبراهيم أشار أيضا إلى أن الانفتاح الغربي الأخير على “سوريا الجديدة”، يعكس تباينا بين الموقفين الأوروبي والأميركي.
الموقف الغربي.. حذر وتباين
فيما يتعلق بالموقف الغربي، أشار محرر سكاي نيوز عربية للشؤون الأميركية، موفق حرب، إلى وجود تباين واضح بين أوروبا والولايات المتحدة تجاه الوضع في سوريا.
وقال حرب: “الدول الغربية ليست موحدة في رؤيتها؛ فبينما تنظر أوروبا إلى الملف السوري من زاوية الأمن والهجرة بسبب تداعيات الإرهاب والنزوح، تتعامل الولايات المتحدة مع سوريا وفق أولويات مختلفة.. الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عبر بوضوح عن عدم اهتمامه بالوجود الأميركي في سوريا، مشددا على أن المنطقة تُركت لتركيا”.
وأضاف أن الغرب ينظر بحذر إلى أي دور سياسي للجولاني، نظرا لتاريخه المرتبط بجبهة النصرة وتنظيم القاعدة. لكنه أكد أن هناك تغيرا ملحوظا في التعاطي الغربي مع تيارات الإسلام السياسي، مشيرا إلى تعامل الغرب مع طالبان كمثال قد يؤثر على مقاربة الجولاني.
التحديات وآفاق الحل
من الواضح أن المشهد السوري في المرحلة الانتقالية معقد ومتداخل. التحديات الداخلية، مثل إعادة الإعمار وإدارة المناطق المحررة، تتشابك مع المصالح الدولية المتباينة، ما يجعل من الصعب تحقيق توافق سريع.
ويُجمع المراقبون على أن المرحلة القادمة تتطلب توازنا بين تطلعات الداخل السوري ومتطلبات الإجماع الدولي. وبينما تبقى خيارات الجولاني موضع جدل، فإن الطريق إلى الاستقرار في سوريا يمر عبر توافق شامل يضمن تمثيل كافة أطياف المجتمع.