والمحطة هي مشروع مشترك بقيمة 3.1 مليار درهم (845 مليون دولار) بين “سي إم إيه تيرمينالز”، الشركة الفرعية لمجموعة “سي إم إيه سي جي إم” الفرنسية المتخصصة في نقل الحاويات وخدمات الشحن، والتي تمتلك حصة في المشروع بنسبة 70 بالمئة، وبين مجموعة موانئ أبوظبي، التي تمتلك حصة بنسبة 30 بالمئة.
ووقعت مجموعة “سي إم إيه سي جي إم” ومجموعة موانئ أبوظبي، مذكرة تفاهم، تهدف إلى تعزيز تبادل الخبرات وتطوير فرص التدريب البحري في دولة الإمارات والمنطقة، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الإمارات “وام”.
وتنص مذكرة التفاهم على توفير مجموعة “سي إم إيه سي جي إم” لبرامج تدريبية لطلاب أكاديمية أبوظبي البحرية وتقديم فرص التدريب الوظيفي على متن سفن المجموعة.
وأكد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أهمية هذا المشروع في مواصلة دفع عجلة مسيرة التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة ودعم جهود تنويع الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى دور المشروع في ترسيخ أبوظبي ودولة الإمارات مركزاً إقليمياً وعالمياً رائداً للتجارة والخدمات اللوجستية وجذب الاستثمارات الدولية في مجالات البنى التحتية الحيوية وخدمات الشحن والنقل البحري، للمساهمة في تعزيز تنافسية الدولة والتأكيد على التزامها بتحقيق أهداف النمو الاقتصادي المستدام في مختلف القطاعات الرئيسية.
ويشكل افتتاح المحطة إنجازاً كبيراً في مسيرة تطور ميناء خليفة الذي تم افتتاحه في ديسمبر 2012 ليكون من أبرز المنشآت والموانئ البحرية المتعددة الأغراض لمناولة الحاويات ومركبات عمليات الشحن بالدحرجة وفقاً لأرقى المعايير الدولية، ويصبح بذلك الميناء في غضون 12 عاماً فقط أحد أسرع الموانئ التجارية نمواً وكفاءة في العالم.
وتتميز محطة “سي إم ايه تيرمينالز ميناء خليفة” ببنية تحتية متطورة، تشمل بوابات عبور ذكية وأنظمة متكاملة ومتطورة لتعزيز الكفاءة والاستدامة.
كما تضم المحطة منشأة برية لتزويد السفن بالوقود، بما يساهم في الحدّ من الانبعاثات، ومناطق توليد الطاقة عبر الألواح الشمسية لتنفيذ العمليات في المحطة، إضافة إلى احتوائها على أول مبنى إداري خالٍ من الانبعاثات الكربونية في المنطقة، والذي يعمل بمصادر الطاقة المتجددة.
وفاز المبنى بجائزة “مشروع المبنى ذي الانبعاثات الصفرية للعام 2022” ضمن جوائز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للأبنية الخضراء.
وتساهم المحطة الجديدة في إضافة طاقة استيعابية سنوية لميناء خليفة بنسبة 23 بالمئة، لتصل إلى ما يقرب من 10 ملايين حاوية نمطية “قياس عشرين قدما”.
وتتصل المحطة الجديدة بشبكة السكك الحديدية لقطار الاتحاد، وستعزز بشكل كبير من شبكة اتصال ميناء خليفة وترسخ مكانته كبوابة عبور للمنطقة.
وتم تصميم المنشأة الجديدة بأسلوب يتماشى مع معايير الاستدامة، بما يدعم أهداف دولة الإمارات لإرساء دعائم الاقتصاد الدائري من خلال إعادة تدوير مواد البناء، وتقليل المخلفات الناجمة عن العمليات التشغيلية.
وتوفر المحطة الجديدة لمجموعة “سي إم ايه سي جي إم” مركزاً حديثاً ومستداماً لرفد التجارة المتنامية بين آسيا وإفريقيا وأوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى منطقتي الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية.
وتضطلع شركة الشحن الفرنسية بدور كبير في جهود إزالة الكربون في قطاع الشحن العالمي، وتسعى للحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة من أنشطة الشحن، والوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050.
وتدمج محطة “سي إم إيه تيرمينالز ميناء خليفة” بين توظيف التكنولوجيا الحديثة والالتزام بممارسات الاستدامة، ويضم المرفق الجديد معدات تشمل ثماني رافعات رصيف حديثة لمناولة الحاويات، و20 رافعة جسرية كهربائية، مما يعزز مكانة ميناء خليفة كأحد أكثر الموانئ التجارية تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم، ويرسخ دور أبوظبي لريادة مستقبل التجارة المستدامة والذكية.
ويمثل افتتاح محطة “سي إم ايه تيرمينالز ميناء خليفة” المرحلة الأولى من مشروع المحطة الجديدة لمجموعة “سي إم ايه سي جي إم”، والتي تشمل افتتاح جدار رصيف أولي بطول 800 متر، وبعمق 18.5 متر، وتضم 8 رافعات رصيف، ما يسهم في إضافة طاقة مناولة إجمالية لميناء خليفة تصل إلى 1.8 مليون حاوية نمطية “قياس عشرين قدماً”.
ويُعد افتتاح هذه المنشأة الجديدة لمجموعة “سي إم ايه سي جي إم” نقلة نوعية لميناء خليفة، يرتقي من خلالها إلى مصاف مراكز التجارة البحرية الرائدة في المنطقة، حيث أصبحت مساحة الميناء تمتد على 6.3 كيلومتر مربع، ويضم 41 رافعة رصيف و159 رافعة جسرية، وجدار رصيف بطول 11.7 كيلومتر، وكاسر أمواج بطول 3.8 كيلومتر.