قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، الجمعة، إن قرار مجموعة أوبك+ تأجيل بدء زيادات إنتاج النفط ثلاثة أشهر حتى أبريل استند إلى العوامل الأساسية للسوق.
وأضاف الوزير في مقابلة مع شبكة سي.إن.بي.سي “هناك الكثير من الأمور التي ستحدث خلال الشهرين المقبلين، لكن قرار تأخير زيادة الإنتاج إلى الربع الثاني مرتبط بشكل أساسي بمسألة أن الربع الأول ليس موعدا جيدا لزيادة الإنتاج لأنه معروف بزيادة المخزونات”، وذلك ردا على سؤال عن مدى تأثير إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على استراتيجية أوبك.
قررت أوبك+ التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء منهم روسيا، الخميس، إرجاء البدء في زيادات إنتاج النفط ثلاثة أشهر حتى أبريل، وأطالت أمد عملية التخلص الكامل من التخفيضات عاما حتى نهاية 2026 على خلفية خفوت الطلب ونمو معدلات الإنتاج من دول خارج المجموعة.
وقال الأمير عبد العزيز إن القرار “يتيح أيضا طريقة بناءة لتكوين فهم بصورة أفضل.. ليس بالضرورة لما سيحدث فيما يتعلق بالولايات المتحدة.. لكن هناك الكثير من الأشياء الأخرى.. النمو في الصين والنمو في أوروبا وأثر تحول الطاقة على هذا النمو، وما يحدث في الاقتصاد الأميركي ومعدلات الفائدة والتضخم”.
وأضاف “هناك متغيرات كثيرة جدا. لكن بصراحة، السبب الرئيسي للتحرك أو التغيير.. أن هذه الزيادة في الإنتاج تعتمد على العوامل الأساسية”.
كانت أوبك+، التي تنتج نحو نصف نفط العالم، تعتزم البدء في تقليص أحجام التخفيضات في أكتوبر 2024، لكن تباطؤ الطلب العالمي وارتفاع الإنتاج من دول أخرى دفعها إلى تأجيل خططها أكثر من مرة.
وقال الأمير عبد العزيز “أعتقد أن تحري الحقائق الذي كان علينا أن نلجأ إليه خلص إلى أن لدينا مهمة مزدوجة تتمثل في مراعاة العوامل الأساسية مع إيجاد يخفف من هذه المشاعر السلبية.. بالطبع في إطار ضوابط ما يمكن أن تفعله أوبك+”.
وأضاف “نعتقد حقا أن السوق العام المقبل ستكون أفضل مما هو متوقع”.
يحجب أعضاء أوبك+ 5.86 مليون برميل يوميا من إنتاجهم، وهو ما يوازي نحو 5.7 بالمئة من الطلب العالمي، وذلك في سلسلة من الخطوات المتفق عليها منذ 2022 لدعم السوق.
وتتضمن الخطوات تخفيض المجموعة بأكملها مليوني برميل يوميا وتخفيضات طوعية ينفذها ثمانية أعضاء تبلغ 1.65 مليون برميل يوميا في مرحلة أولى منها وتخفيضات طوعية لنفس الأعضاء الثمانية تبلغ 2.2 مليون برميل أخرى في مرحلة ثانية.
وأفادت بيانات صادرة عن أوبك+ بأن المجموعة اتفقت أمس على تمديد التخفيضات البالغة مليوني برميل يوميا والبالغة 1.65 مليون برميل يوميا حتى نهاية 2026 بدلا من نهاية 2025.
وخلصت حسابات أجرتها رويترز إلى أن التخلص التدريجي من التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل سيبدأ اعتبارا من أبريل 2025 بزيادات شهرية 138 ألف برميل يوميا، ويستمر 18 شهرا حتى سبتمبر 2026.
وقال الأمير عبد العزيز “العامل الذي لم يكن مساعدا هو تراكم احتياجات التعويض”، وذلك في إشارة إلى خطط دول أعضاء الخاصة بخفض الإنتاج بمرور الوقت مقابل الإنتاج في أوقات سابقة سابق بما يفوق الحصص المتفق عليها في إطار أوبك+.
قدم العراق وروسيا وكازاخستان لأوبك خطط تعويض. وقال الأمير عبد العزيز إن هذه الخطط تمت زيادة أمدها إلى عام ونصف العام بعد أن كان عاما واحدا “لأننا، مرة أخرى، قطعنا تعهدات جادة على أعلى مستوى… سيتم الوفاء بهذه التعهدات إذا تمكنا من تمديد فترة التعويض”.