أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، مارك روتة، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل قبل اجتماع وزراء خارجية الحلف، أن روسيا تستمر في تصعيد عدوانها على أوكرانيا دون أي مؤشرات للتراجع.
وقال إن بوتين يستخدم أوكرانيا كحقل اختبار لصواريخ تجريبية جديدة، بما في ذلك صاروخ باليستي يُدعى “أوريشنك”، والذي استُهدف به مدينة دنيبرو أواخر نوفمبر. وأكد أن روسيا تنشر جنودًا كوريين شماليين لدعم عملياتها في الحرب التي وصفها بغير القانونية.
من جهة أخرى، أشار المحلل العسكري شون بيل إلى أن الصاروخ “أوريشنك” يتميز بسرعة تصل إلى ماخ 11 (13,600 كيلومتر/ساعة)، ويحمل عدة رؤوس حربية يمكنها ضرب أهداف متعددة في وقت واحد. ورغم زعم بوتين بأن هذه الصواريخ لا يمكن اعتراضها، أكد بيل أن مثل هذه الادعاءات سبق أن أُطلقت بشأن صواريخ سابقة وتمكن الغرب من إسقاطها.
ولفت أمين عام حلف الناتو إلى أن بوتين يسعى للاستيلاء على مزيد من الأراضي، معتقدًا أنه يستطيع كسر عزيمة أوكرانيا وداعميها الغربيين، إلا أن الناتو مصمم على الاستمرار في دعم كييف وتعزيز دفاعاته.
وأضاف أن الاجتماع سيتناول أيضًا محاولات روسيا والصين زعزعة استقرار الدول الأعضاء في الحلف من خلال أعمال تخريبية وهجمات سيبرانية وابتزازات في مجال الطاقة.
واختتم روتة تصريحاته بالتأكيد على أن حلف الناتو سيظل ملتزمًا بدعم أوكرانيا وتحصين دفاعاته لمواجهة التهديدات المستمرة.
سلاح بوتين الجديد
الصواريخ متوسطة المدى تتراوح بين 3000 و5500 كيلومتر (1860-3415 ميل)، مما يمكنها من استهداف أي مكان في أوروبا أو الولايات المتحدة من روسيا.
يلاحظ المحلل العسكري لشبكة “سكاي نيوز”، شون بيل، أن هذه ليست قدرة جديدة لروسيا.
ورغم أن الصاروخ الذي استهدف أوكرانيا، يوم الخميس، لم يكن مزودًا برأس نووي، إلا أن بوتين قال إنه قوي للغاية لدرجة أن استخدام عدة صواريخ مزودة برؤوس حربية تقليدية في هجوم واحد يمكن أن يكون مدمرًا كما لو كان ضربة نووية.
خلال خطاب سابق يوم الخميس، زعم بوتين أن الدفاعات الجوية لن تكون قادرة على تدميره لأنه يسير بسرعة تعادل 10 أضعاف سرعة الصوت (ماخ 10).
ووفقًا لمسؤولين عسكريين أوكرانيين، بلغ الصاروخ الذي ضرب دنيبرو سرعة ماخ 11 وحمل ستة رؤوس حربية غير نووية، أطلقت كل واحدة منها ست ذخائر فرعية. (الماخ هو مقياس للسرعة الفوق صوتية، وماخ 11 يعادل حوالي 13,600 كيلومتر/ساعة).
وأشار بيل إلى أن “أوريشنك” يحتوي على 6 إلى 8 رؤوس حربية منفصلة يمكن برمجتها بشكل فردي لضرب أهداف مختلفة في وقت واحد.
وقال إنه عادةً ما يتم تصميم الصاروخ لحمل أسلحة نووية، لكنه يمكن أن يحمل أسلحة تقليدية أيضًا.
ورغم أن سرعتها تجعل اعتراضها صعبًا، أشار بيل إلى أن ادعاء بوتين بأنه لا يمكن إسقاطها قد تم تقديمه أيضًا بشأن صواريخ سابقة بسرعات ماخ 8 – والتي يقول الغرب إنه كان يسقطها بانتظام.
وأضاف: “من الصعب إسقاطها عندما تكون في الفضاء، لكنها تتباطأ بشكل كبير عند دخولها الغلاف الجوي للأرض، وهنا تصبح أكثر عرضة للهجوم.”