وتتنوع عمليات الاحتيال بين اختراق الحسابات وسرقة البيانات الشخصية، وصولاً إلى خداع المستخدمين عبر التطبيقات الإلكترونية.
في هذا العالم الرقمي المعقد، يحتاج الجميع إلى وعي متزايد وأدوات حماية فعالة لضمان أمان أموالهم ومعلوماتهم الشخصية. فكيف نحمي أنفسنا في وجه هذه التهديدات المتزايدة؟
دراسة أجرتها شركة J.D. Power تكشف عن أن 30 بالمئة من عملاء البنوك تعرضوا لأنشطة احتيالية في العام الماضي، بينما شهد 45 بالمئة من هؤلاء أكثر من حادثة واحدة.
يعتمد المحتالون في كثير من الأحيان على التكنولوجيا والبيانات المسربة لتنفيذ عملياتهم.
وعلى عكس التوقعات، يُعد الأشخاص دون سن الأربعين أكثر عرضة للاحتيال، رغم أنهم “مواليد العصر الرقمي”، والسبب في ذلك استخدامهم المكثف لتطبيقات الدفع، بحسب تقرير لـ “يو إس إيه توداي” اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” عليه.
ورغم أن البنوك تنفق مليارات الدولارات سنوياً على إجراءات مكافحة الاحتيال، فإن العملاء لا يبذلون دائماً جهداً كافيًا لحماية حساباتهم.
وتشير الدراسة السابقة إلى أن 46 بالمئة من العملاء تلقوا توجيهات من البنوك لتعزيز الأمان، إلا أن 25 بالمئة منهم لم يتخذوا أي إجراء.
واستعرض التقرير عدداً من الخطوات الرئيسية لحماية حسابك المصرفي، على النحو التالي:
- زيارة مركز الأمان: تقدم معظم البنوك خيار “مركز الأمان” عبر مواقعها أو تطبيقاتها. يمكنك من خلاله مراجعة إعدادات الأمان واتخاذ خطوات وقائية.
- إدارة كلمات المرور: استخدم كلمات مرور قوية وغير متوقعة. لا تعتمد على تاريخ ميلادك على سبيل المثال. قم بتغييرها بانتظام واستخدم برامج إدارة كلمات المرور لتخزينها بشكل آمن.
- تفعيل التنبيهات: خصص تنبيهات عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني لكل نشاط مشبوه، مثل تغيير كلمة المرور أو إجراء معاملات مالية كبيرة.
- التحقق الثنائي: اعتمد التحقق الثنائي (Two-Factor Authentication) عند تسجيل الدخول. تتضمن هذه الخطوة تلقي رمز تأكيد على هاتفك المحمول لضمان حماية إضافية.
- استخدام التكنولوجيا الحيوية: الاعتماد على بصمة الوجه أو الإصبع يضيف مستوى إضافيًا من الأمان، رغم أنه قد يتطلب وقتًا أطول.
- تحديث التطبيقات: احرص على استخدام أحدث إصدار من تطبيق البنك على هاتفك الذكي، حيث تتضمن التحديثات عادة تحسينات أمان.
- الابتعاد عن الأوراق: انتقل إلى المراسلات الإلكترونية بدل الورقية، إذ تقلل هذه الخطوة من فرص سرقة بياناتك من خلال الوثائق.
- حماية هاتفك: لا تشارك هاتفك مع الآخرين، ولا تتركه دون قفل. إذا كنت تستخدم تطبيقات دفع، أكمل المعاملات بنفسك دون أن تسلم هاتفك للطرف الآخر.
وشدد التقرير على أهمية الحذر من الرسائل المشبوهة، مردفاً: كن حذرًا عند تلقي رسائل أو مكالمات تزعم أنها من البنك. تتضمن علامات الاحتيال:
- روابط غير متوقعة.
- لغة ملحة أو تخويف.
- طلب معلومات شخصية مثل كلمة المرور أو رقم التعريف الشخصي.
- ضغط لتحويل الأموال عبر التطبيقات.
في ظل تزايد الجرائم الإلكترونية، من الضروري اتخاذ خطوات وقائية لحماية الحسابات المصرفية. الحذر والبقاء على اطلاع دائم هما مفتاح الحماية، إلى جانب الاستفادة من أدوات الأمان التي توفرها البنوك.
خطوات لا غنى عنها
من جانبه، نصح مدير مركز رؤية للدراسات، بلال شعيب، في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، بعدد من الخطوات التي يمكن اتباعها لتجنب الاحتيال المصرفي، مشدداً على أهمية الوعي في التعامل مع البطاقات المصرفية وحسابات البنوك.
حفظ البطاقات المصرفية في أماكن آمنة: أشار إلى ضرورة تجنب ترك البطاقات الائتمانية في أماكن غير آمنة مثل المكاتب أو الجيوب دون حمايتها، حيث يسهل فقدانها أو سرقتها واستغلالها من قبل الآخرين.
- اختيار كلمات مرور قوية ومعقدة.. من المهم عدم استخدام معلومات شخصية سهلة التخمين مثل تاريخ الميلاد أو الأسماء في كلمات المرور.. ويُوصى باستخدام كلمات مرور طويلة ومعقدة لتجنب اختراق الحسابات في حال فقدان البطاقة.
- متابعة الحسابات المصرفية بانتظام: من الضرورة بمكان المراجعة المستمرة للحسابات المصرفية ل عرب90أي نشاط غير مألوف، مما يمكن العملاء من التبليغ الفوري للبنك عبر الخط الساخن لوقف البطاقة.
- عدم مشاركة المعلومات الشخصية: عدم الاستجابة للمكالمات الهاتفية أو الرسائل التي تطلب معلومات حساسة مثل أرقام البطاقات أو تاريخ الميلاد.. فقد تكون محاولات اختراق.
- تجنب استخدام شبكات الإنترنت العامة: استخدام شبكات الإنترنت في الأماكن العامة قد يعرض الحسابات المصرفية للاختراق.. ومن المهم استخدام خاصية التحقق بخطوتين التي توفرها البنوك لإضافة طبقة حماية إضافية.
- تحديث التطبيقات المصرفية بشكل دوري: يُنصح بتحديث تطبيقات البنوك لضمان الحماية من الثغرات الأمنية والتهديدات الإلكترونية التي قد تستغل النسخ القديمة من التطبيقات.
- الحذر من رسائل البريد الإلكتروني المشبوهة أو الرد على الرسائل مجهولة المصدر التي قد تحتوي على برامج خبيثة تهدف إلى التحكم في الأجهزة وسرقة المعلومات.
واختتم شعيب حديثه بالتأكيد على أن الوعي والالتزام بهذه الإجراءات يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الاحتيال المصرفي، داعياً الجميع إلى اتخاذ الحيطة والحذر في التعامل مع المعلومات المصرفية.
تدابير الحماية
بدورها، أكدت خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” على أهمية اتخاذ تدابير الحماية الشخصية لتجنب الوقوع في فخ الاحتيال المصرفي، مشددة على ضرورة الحفاظ على سرية البيانات المصرفية، وعدم مشاركتها مع أي شخص تحت أي ظرف. كما أوضحت أن العميل يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الإطار، مضيفة:
- “لا يمكن بأي حال من الأحوال أن أعطي بطاقة الصراف الآلي (ATM) الخاصة بي لأي شخص أو أفصح عن كلمة المرور الخاصة بها”.. والبيانات التي يحذر البنك من التعامل بها مع أشخاص آخرين”.
- الأهم من ذلك، يجب عدم الاستجابة لأي رسائل تطلب تحديث البيانات أو إرسال أرقام البطاقة الائتمانية أو أي معلومات شخصية.
وشددت على ضرورة الحذر من الرسائل التي تدعي تقديم هدايا مقابل إرسال أكواد أو معلومات عبر أجهزة الصراف الآلي، مردفة: “لا يجب أن أثق بمثل هذه الرسائل أو ألتفت إليها. وإذا كنت لا أجيد استخدام جهاز الصراف الآلي يمكنني طلب المساعدة من شخص موثوق به من أفراد العائلة فقط”.
كما أكدت على أهمية دور البنوك في توعية العملاء بطرق التعامل الآمن مع حساباتهم المصرفية، من خلال تقديم إرشادات واضحة عند تسليم البطاقات الائتمانية. كما دعت البنوك إلى مواصلة حملات التوعية عبر الإعلانات التلفزيونية وغيرها من الوسائل الإعلامية.
وفيما يخص حماية البيانات الشخصية، شددت حنان رمسيس على ضرورة:
- عدم الاحتفاظ ببيانات سرية على الهاتف الشخصي.
- استخدام كلمات مرور قوية وغير قابلة للتخمين، وتجنب استخدام تواريخ الميلاد أو أسماء أفراد الأسرة.
واختتمت حديثها قائلة: “البيانات المصرفية هي مسؤولية شخصية وعلى الجميع اتخاذ أقصى درجات الحيطة لحمايتها من الاختراق أو السرقة”.