يحمل ارتفاع أسعار النفط تداعيات مباشرة على الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستقام يوم الخامس من نوفمبر القادم، حيث أن ارتفاع تكلفة النفط الخام ترفع أسعار البنزين الذي يعتبر واحدا من أهم المؤشرات التي تؤثر على معنويات الناخبين.
ونقلت شبكة NBC الأميركية عن مصادر قولها إن الجيش الإسرائيلي يركز على خطط لاستهداف البنية التحتية العسكرية وتلك المتعلقة بالطاقة واستبعاد استهداف البرنامج النووي الإيراني، وقد يكون للهجوم على منشآت النفط الإيرانية عواقب وخيمة تتجاوز الشرق الأوسط سواء اقتصاديا أو سياسيا.
وبحسب الشبكة الأميركية قد تؤدي أسعار النفط المرتفعة بدورها إلى ارتفاع حاد في أسعار البنزين في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية، مما قد يساعد على تعزيز فرص دونالد ترامب في إعادة انتخابه وهي النتيجة التي قد يرحب بها بنيامين نتنياهو.
أسعار النفط والانتخابات الأميركية
ارتفعت أسعار النفط بنسبة 13 بالمئة عقب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل ويحمل ارتفاع أسعار النفط تداعيات محتملة على الانتخابات الأميركية.
وقال محللون في مجال البترول لشبكة “ABC News” إن الارتفاع الأخير في أسعار النفط قد يدفع أسعار البنزين إلى الارتفاع بمقدار يتراوح بين 10 و15 سنتًا للغالون وهي زيادة غير كافية للتأثير في قرارات الناخبين.
وقال كبير محللي النفط في خدمة معلومات أسعار النفط دنتون سينكجرانا للشبكة، أن ارتفاع سعر غالون البنزين بمقدار 50 سنتا في حال حدوث تطورات كبيرة قد يؤثر على معنويات الناخبين.
توقعات أسعار النفط
تباينت توقعات البنوك العالمية بشأن أسعار النفط في حال قامت إسرائيل بالهجوم على منشآت النفط الإيرانية، ففي حين توقع بنك باركليز، في مذكرة، أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي إلى توقف مستمر لإمدادات حجمها مليون برميل يوميا، مما قد يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع بما لا يقل عن 15 دولارا للبرميل.
توقع بنك غولدمان ساكس أن تقفز أسعار النفط بمقدار 20 دولاراً للبرميل.
وتشير تقديرات باركليز إلى أن السعر العادل لبرميل برنت العام المقبل يقدر بنحو 85 دولارا.وفي سياق متصل قالت مجموعة سيتي غروب الأميركية في تحليل لها بشأن احتمالية رد إسرائيلي على الضربة الإيرانية إنها ستزيل نحو 1.5 مليون برميل نفط يوميا من الأسواق.
شعبية الرئيس وأسعار البنزين
تعتبر أسعار البنزين عاملا حاسما في معنويات الناخبين الأميركيين حيث تؤدي أسعار البنزين في أميركا دورًا مهمًا في مدى تأييد الناخبين لمرشحي الانتخابات الرئاسية لعام 2024، على الرغم من تعدّد عوامل تحديد قيمة هذه السلعة ووفرتها.
وقال جون كروسنيك، مدير مجموعة أبحاث علم النفس السياسي بجامعة ستانفورد “لدينا أدلة قوية جدًا على أن أسعار البنزين ستلعب دورًا مهما في الانتخابات” بحسب وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال.
شارك كروسنيك، إلى جانب لوريل هاربريدج وجيفري وولدريدج، في تأليف دراسة عام 2016 بعنوان “شعبية الرئيس وأسعار البنزين” لتتبع التأثير المباشر لأسعار البنزين على معدلات قبول الشعب الأميركي للرئيس.
استعرضت الدراسة البيانات من يناير 1976 إلى يوليو 2007، مع تصفية العوامل الاقتصادية الأخرى والأحداث الإخبارية المهمة، ووجدت أن زيادة قدرها 10 سنتات في أسعار البنزين ارتبطت بانخفاض بنسبة 0.60 بالمئة في شعبية الرئيس.
وكشف جيم بوركارد، نائب رئيس قسم الأبحاث في أسواق النفط والطاقة والتنقل في شركة إس آند بي جلوبال أنه غالباً ما ينظر الجمهور إلى الرئيس، بغض النظر عن حزبه، باعتباره مسؤولاً بطريقة أو بأخرى عن أسعار البنزين. وسوف يتحمل الرئيس اللوم على أسعار البنزين المرتفعة أو ينسب الفضل لنفسه في انخفاض الأسعار.