وفي الوقت الذي ألقت فيه إسرائيل باللوم على حزب الله في الضربة على بلدة مجدل شمس في الجولان، والتي أسفرت عن سقوط 12 قتيلا، وأوقعت عددا من المصابين، سارعت الجماعة اللبنانية إلى نفي مسؤوليتها عن الهجوم.
وعبّرت الإدارة الأميركية عن “قلق بالغ” من أن يدفع هجوم مجدل شمس إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، كما قال مسؤولون أميركيون لموقع “أكسيوس”.
ردود الأفعال على هجوم مجدل شمس
– تعهدت إسرائيل بالرد على الهجوم، إذ قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن حزب الله “سيدفع ثمنا غاليا”.
– المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال إن الجيش يجهز ردا على عملية مجدل شمس، مبينا أن “التحقيق الأولي للعملية كشف أن ما أطلق تجاه مجدل شمس كان صاروخا واحدا، وتم تفعيل صفارات الإنذار”، مبرزا أن “الصاروخ أُطلِق من شمال قرية شبعا”.
– جاء تعليق وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكثر حدة حيث قال إن “حزب الله تجاوز الخط الأحمر وسيكون الرد الإسرائيلي بناء على ذلك”، موضحا أن بلاده تقترب من لحظة حرب شاملة في الشمال.
– نفى حزب الله مسؤوليته عن الضربة، وقال في بيان، إنه ينفي “نفيا قاطعا الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس”، مؤكدا أن لا علاقة له بالحادث على الإطلاق”.
– نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي قوله إن: “ما حدث اليوم يمكن أن يكون الدافع الذي كنا قلقين بشأنه وحاولنا تجنبه لمدة 10 أشهر”، بعدما كانت الإدارة الأميركية قلقة منذ شهور من أن كلا من إسرائيل وحزب الله يخطئان في التقدير بينما يصعدّان خطابهما ويقاتلان على الأرض بينما يعتقدان أنهما يمكنهما تجنب حرب شاملة.
– على مدى الأسابيع الماضية، تكثفت عمليات تبادل إطلاق النار على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع شن إسرائيل غارات جوية قابلها هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيرة نفذها حزب الله على مناطق أعمق وأبعد عن الحدود.
كيف تنظر إسرائيل للهجوم؟
بصورة أكثر عمقا للمشهد من الداخل الإسرائيلي، قال المحلل السياسي الإسرائيلي يوآب شتيرن لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن إسرائيل ستمضي في تنفيذ “رد قاسٍ”، لكنه لن يتطور إلى المبادرة نحو حرب شاملة مع حزب الله.
ويتوافق حديث شتيرن مع ما ذكره مصدر أمني إسرائيلي لـ”سكاي نيوز عربية” بأن “ردنا سيكون قويا ضد حزب الله، لكننا لا ننوي إشعال حرب”.
وأوضح شتيرن أن “الحادث قد يكون بالفعل الشرارة التي قد تمهد لمواجهة شاملة، لكني أعتقد أن الجانبين لا يريدان التصعيد إلى هذه الحرب على الأقل في الوقت الراهن”.
واعتبر المحلل الإسرائيلي أن الساعات القادمة ستكون “حساسة وحاسمة”، إذ قد يكون هناك تدهور نحو جولة عنف جديدة، على الرغم من الرسائل التي خرجت من الجانبين أنهما لا يخططان لحرب مباشرة.
ومع ذلك، قال شتيرن: “في مثل هذه الأمور، فالتطورات ليست كما يُخطط لها دائما، والدليل على ذلك وقوع هذا الحادث في هذا التوقيت المأزوم”، مشيرا إلى أن إسرائيل لو كانت معنية بدخول حرب على الجبهة الشمالية لفعلت ذلك مبكرا لأن “ما يحدث على الجبهة اللبنانية كافٍ لأن ترد، لكنها ليست معنية بالحرب، وسترد على الهجوم ولكن ليس بالطريقة التي ستجلب الحرب”.
وتابع: “يبقى السؤال عن موقف حزب الله إزاء الهجوم الإسرائيلي المتوقع. إذ كان هناك فعل إسرائيلي، فكيف سيكون رد الفعل اللبناني؟”.
المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور من جانبه قال إنه “ربما يهدف حزب الله وإيران لجرّ إسرائيل إلى حرب إقليمية لتخفيف الضغط عن حماس في قطاع غزة، لكن إسرائيل ستختار الموعد والمكان والتكتيك المناسب للرد وعدم الوقوع في فخ أعدائها”.
وشدد غانور في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، على أنه “لن تكون هناك تهدئة أو تسوية قبل ضمان عودة السكان الإسرائيليين إلى ديارهم وضمان أمنهم، والحصول على ضمانات فعلية وملزمة بأن مصير التسوية يختلف عن مصير القرار 1701، وبدون ذلك فمن المستبعد إعادة الهدوء إلى طرفي الحدود”.
ماذا سيفعل حزب الله؟
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي ناجي ملاعب في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن إسرائيل استبقت نتائج التحقيق في سقوط الصاروخ على ملعب بمجدل شمس بتوجيه أصابع الاتهام إلى حزب الله، على الرغم من نفيه ذلك في بيانه الرسمي.
وبيّن ملاعب أن الجيش الإسرائيلي يجهز في الوقت الراهن لـ”رد كبير”، وإذا ما جرى استهداف مدنيين أو عناصر تابعة للحزب فسيكون رد حزب الله “قاسيا في العمق والمدى والنوع”.
وذكرت مصادر لبنانية أن حزب الله أبلغ اليونيفيل بأنه سيرد “بقوة” على أي عملية عسكرية إسرائيلية، حتى لو أدى ذلك لاندلاع حرب شاملة.
ويعتقد الخبير العسكري اللبناني أن “إسرائيل نتيجة وضعها الداخلي المأزوم، وعدم تمكنها من تنفيذ مهمتها في غزة، وضغوط الولايات المتحدة لعدم توسيع الجبهة، فإنها ستمضي في عملية مدروسة ومحدودة بموافقة أميركية”.