وفي فعالية لتكريم رياضيين جامعيين بالبيت الأبيض، قالت هاريس: “إرث جو بايدن على مدى السنوات الثلاث الماضية لا مثيل له في التاريخ الحديث. كل يوم، يكافح رئيسنا جو بايدن من أجل الشعب الأميركي ونحن ممتنون للغاية لخدمته لأمتنا”.
ولم تشر هاريس في حديثها إلى كونها حاليا أبرز المرشحين عن الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة بعد انسحاب بايدن الأحد تحت ضغط متزايد من أعضاء الحزب.
وأجرى مسؤولو حملتها وحلفاؤها مئات الاتصالات لدعوة المشاركين في مؤتمر الحزب الديمقراطي الشهر المقبل إلى دعم ترشيحها لخوض انتخابات الرئاسة في الخامس من نوفمبر أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وكان انسحاب بايدن أحدث صدمة في سباق الترشح للرئاسة، بعدما شهد محاولة اغتيال للرئيس السابق ترامب على يد مسلح خلال تجمع انتخابي لحملته قبل أن يعلن ترشيح زميله المتشدد السناتور جيه دي فانس للمنافسة معه على مقعد نائب الرئيس.
واصطف خلف هاريس جميع الديمقراطيين البارزين تقريبا الذين كان يُنظر إليهم على أنهم منافسون محتملون لها، بما في ذلك غريتشن ويتمر حاكم ولاية ميشيغان وغافين نيوسوم حاكم كاليفورنيا وآندي بشير حاكم كنتاكي.
وقالت هاريس، في بيان الأحد: “هدفي هو نيل هذا الترشيح والفوز به.. سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي وتوحيد أمتنا وهزيمة دونالد ترامب”.
وستضفي هاريس، وهي أميركية سوداء من أصل آسيوي، حيوية جديدة تماما على السباق مع ترامب (78 عاما) في ظل فرق الأجيال والثقافة.
وقالت مصادر لرويترز إن حملة ترامب تستعد لبزوغها المحتمل كمرشحة منذ أسابيع، وإنها أرسلت تحليلا مفصلا حول موقفها بشأن الهجرة وقضايا أخرى. واتهمتها بأنها أكثر ليبرالية من بايدن.
وقال بايدن (81 عاما)، وهو أكبر رئيس أميركي سنا شغل المنصب على الإطلاق، إنه سيظل يمارس مهامه حتى تنتهي ولايته في 20 يناير 2025.
ودفع أداء بايدن الكارثي في المناظرة مع ترامب يوم 27 يونيو العديد من الديمقراطيين إلى مطالبته بالانسحاب، وبدأ أعضاء كبار في الحزب الجمهوري في مطالبته بالاستقالة من منصبه، قائلين إنه إن لم يكن لائقا للترشح، فإنه غير لائق للحكم.
وشكك ترامب الإثنين في أحقية تغيير الديمقراطيين للمرشحين. وكانت مزاعم ترامب بأن خسارته في 2020 أمام بايدن جاءت نتيجة للتزوير هي مصدر الإلهام لهجوم السادس من يناير 2021 على مقر الكونغرس الأميركي (الكابيتول).
وقال ترامب على منصة “تروث سوشال”: “سرقوا السباق من بايدن بعد أن فاز به في الانتخابات التمهيدية”.
ورغم إظهار الدعم المبكر لهاريس، لم يتوقف الحديث عن عقد مؤتمر مفتوح عندما يجتمع الديمقراطيون في شيكاغو في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس.
ومع دخول الديمقراطيين منطقة مجهولة، قال رئيس اللجنة الوطنية للحزب جيمي هاريسون إن الحزب سيعلن قريبا عن الخطوات التالية في عملية الترشيح.
داعمة قوية لحقوق الإجهاض
وفاز بايدن بترشيح الحزب الديمقراطي في 2020، واختار هاريس لتكون نائبته، وواصل طريقه نحو البيت الأبيض آنذاك وتغلب على ترامب.
وشغلت هاريس أيضا في السابق منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا وفازت بعضوية مجلس الشيوخ الأميركي.
وهاريس داعمة قوية لحقوق الإجهاض، وهي قضية تلقى صدى لدى الناخبين الشباب والديمقراطيين الأكثر تحررا.
ومن المتوقع أن تحافظ هاريس إلى حد كبير على نهج بايدن في السياسة الخارجية بشأن ملفات مثل الصين وإيران وأوكرانيا، لكنها قد تتبنى لهجة أكثر صرامة مع إسرائيل بشأن حرب غزة، إذا حصلت على ترشيح الحزب الديمقراطي وفازت في انتخابات نوفمبر.
ويقول متحمسون لترشحها إنها ستستقطب أصوات فئات بعينها من الناخبين، وتزيد من دعم السود، وتكشف عن مهارات قوية في المناظرة للدفاع عن الملف السياسي في مواجهة الرئيس السابق ترامب.
لكن بعض الديمقراطيين أبدوا قلقهم بشأن ترشيح هاريس، وهو ما يعود جزئيا إلى التاريخ الطويل من التمييز العنصري والنوعي في الولايات المتحدة التي لم تنتخب قط أي امرأة رئيسا حتى الآن على مدى تاريخها الممتد منذ 250 عاما تقريبا.
وعلى جانب الإحصاءات، تظهر الاستطلاعات أن أداء هاريس ليس أفضل من بايدن أمام ترامب.
وبالمقارنة المباشرة، تعادل كل من هاريس وترامب بنسبة تأييد بلغت 44 في المئة لكل منهما في استطلاع أجرته رويترز يومي 15 و16 يوليو بعد محاولة اغتيال ترامب في 13 يوليو مباشرة.
وتقدم ترامب على بايدن بنسبة 43 في المئة مقابل 41 في المئة في نفس الاستطلاع، رغم أن فارق النقطتين المئويتين لم يكن ذا معنى بالنظر إلى هامش الخطأ البالغ 3 نقاط في الاستطلاع.
وجمعت حملة بايدن 95 مليون دولار بحلول نهاية يونيو، وفقا لإفصاح للجنة الانتخابات الاتحادية. وأنهت حملة ترامب الشهر بجمع 128 مليون دولار.
ويختلف خبراء في قوانين تمويل الحملات الانتخابية حول مدى سهولة تحويل هذه الأموال إلى حملة هاريس.
وقال متحدث باسم حملة هاريس، الإثنين، إن الحملة جمعت 49.6 مليون دولار منذ انسحاب بايدن.