ومع الضربات العنيفة التي تلقاها حزب الله اللبناني مؤخرا، تراجع نفوذ الحزب كثيرا، ومعه سطوة إيران وحليفها بشار الأسد، الرئيس السوري السابق الذي سقط حكمه وفر إلى خارج البلاد مع دخول المعارضة المسلحة دمشق في ديسمبر الماضي.
وفي حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، يعتبر الباحث الاجتماعي اللبناني سامي عطا الله أنه “من غير المقبول أن تستمر أسماء الشوارع أو النُصب التذكارية المرتبطة بنظام الأسد في المدن اللبنانية، خصوصا على طريق المطار الرئيسي”.
ويعتبر عطا الله أن “استبدال النُصب والشعارات العائدة لنظام الأسد بمعالم تبرز الهوية اللبنانية أمر يشجع على قيم الحرية والسيادة، ولا يقتصر هذا التغيير على إزالة آثار الماضي، بل يسهم أيضا في تعزيز الانتماء الوطني وتوحيد اللبنانيين حول رموزهم المشتركة”.
ويقول أحمد معين، وهو تاجر بمنطقة الجناح المحاذية لطريق المطار، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “منذ انسحاب القوات السورية، تشهد بيروت مطالبات عديدة بتغيير اسم الأوتوستراد المعروف بجادة حافظ الأسد المؤدي إلى المطار”.
وإلى جانب هذه الأصوات، تنظم حملات على منصات التواصل الاجتماعي من أجل الهدف ذاته، وذلك منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر الماضي.
أين تقع هذه الشوارع؟
توضح مصادر بلدية خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هذه الشوارع والمعالم يقع معظمها في منطقة الغبيري وحارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية.
ومن أبرز هذه المعالم:
- طريق الأسد في بيروت المؤدي إلى مطار المدينة، نسبة إلى الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
- نُصب تذكاري لحافظ الأسد أيضا على شكل مسلة باتجاه طريق المطار.
- شارع قاسم سليماني في منطقة الغبيري بضاحية بيروت الجنوبية، إذ أطلق عليه اسم قائد فيلق القدس الإيراني السابق بعد اغتياله في العراق عام 2020.
- شارع الإمام الخميني في منطقة حارة حريك بالضاحية، وسمي نسبة إلى المرشد الإيراني السابق.
- شارع مصطفى شمران في الضاحية الجنوبية، نسبة إلى وزير الدفاع الإيراني السابق وأحد القيادات البارزة في الحرس الثوري.
- تمثال قاسم سليماني في الغبيري.
مطالب وتعقيدات
يتطلب تغيير أسماء الشوارع في لبنان قرارا من السلطات المحلية، وغالبا ما يكون مرتبطا بتوازنات سياسية وطائفية، وفق مصادر “سكاي نيوز عربية”.
ونظرا لتعقيدات المشهد السياسي اللبناني، فإن أي محاولة لتغيير هذه الأسماء قد تواجه معارضة من الجهات المستفيدة أو المؤيدة لها.
ويقول مصدر في بلدية بيروت لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه “جرت العادة أن يتقدم بعض النواب أو الفعاليات بطلب لتسمية شارع باسم شخصية ما، مع تقديم سيرتها الذاتية إذا لزم الأمر”.
و”بعد ذلك، يتم دراسة الموضوع في المجلس البلدي، وفي حال الموافقة يُختار الشارع وتُتخذ الإجراءات اللازمة لتسمية الشارع على الخرائط وتركيب اللوحات”، وفق المصدر.
وأوضح المصدر أنه لا يوجد تحرك رسمي الآن لتغيير أسماء الشوارع، لكن “ربما تتم دراسة الأمر في الحكومة الجديدة”.
بيد وزير الداخلية
وتشير مصادر حقوقية إلى أن “تغيير أسماء الشوارع في لبنان التي تحمل أسماء شخصيات إيرانية أو مرتبطة بإيران أو بالنظام السوري، يعتمد بشكل كبير على التوافق السياسي المحلي والوطني، وهو أمر معقد في السياق اللبناني الحالي”.
ويوضح المدير العام السابق لوزارة الأشغال في لبنان طانيوس بولس، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “نعم، تستطيع الدولة تغيير أسماء هذه الشوارع من خلال إلغاء التسميات التي اعتمدتها الجهات الرسمية سابقا”.
ويضيف بولس: “تمت تسمية هذه الشوارع قبل سنوات من قبل اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية بعد موافقة وزارة الداخلية آنذاك، واليوم يمكن إلغاؤها بموافقة وزير الداخلية الحالي”.
ويرى المسؤول السابق أن “الأمر يحتاج إلى قرار من مجلس وزراء، وذلك من خلال وقف العمل بالقرار السابق الصادر عن وزارة الداخلية والبلديات بصورة مؤقتة، لحين اتخاذ الإجراءات اللازمة”.
ويطالب بولس بـ”إيجاد حلول، مثل إصدار قرار بوقف مفعول تراخيص الشوارع المسماة بأسماء شخصيات غير لبنانية لم تقدم أي شيء للبلاد، بصورة مؤقتة، لحين البت في الموضوع من قبل المراجع المختصة في مجلس الوزراء”.