في ظل تصاعد التوترات على الحدود الشرقية لأوروبا، تتخذ بولندا خطوات حاسمة لتعزيز قدراتها العسكرية وسط مخاوف متزايدة من امتداد الصراع الروسي الأوكراني.
“على الخريطة” على سكاي نيوز عربية، ناقش مع مارسين زابوروسكي، مستشار مجلس الشيوخ البولندي للشؤون الخارجية، أبعاد هذه الاستعدادات وتداعياتها على الأمن الإقليمي.
استراتيجية بولندا الدفاعية.. استعدادات غير مسبوقة
تسعى بولندا، التي أصبحت في الخط الأمامي لمواجهة أي تصعيد روسي محتمل، إلى تعزيز قدراتها العسكرية بشكل لافت. فقد رفعت إنفاقها الدفاعي إلى 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، الأعلى بين دول الناتو، وبدأت برامج مكثفة لتحديث ترسانتها العسكرية.
وأوضح زابوروسكي أن هذه الخطوات تأتي في سياق رؤية وطنية لتأمين الحدود والمساهمة في استقرار المنطقة، قائلاً: “بولندا لا تسعى إلى التصعيد، لكنها ملتزمة بالدفاع عن سيادتها وأمنها الوطني”.
سباق التسلح في مواجهة التهديد النووي
تزامنت استعدادات بولندا مع الإعلان الروسي عن نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، ما دفع وارسو إلى التفكير في استضافة أسلحة نووية أمريكية ضمن برنامج الناتو.
وأكد زابوروسكي: “لا يمكننا أن نغض الطرف عن تهديد بهذا الحجم. إذا كان الردع النووي هو ما سيحقق التوازن، فبولندا على استعداد لتحمل هذه المسؤولية”.
دور بولندا في الناتو
تُعد بولندا ركيزة أساسية في خطط الناتو لتأمين الجناح الشرقي لأوروبا، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا في أي صراع محتمل. وأشار زابوروسكي إلى أهمية موقع بولندا، قائلاً: “موقعنا يجعلنا في طليعة الدفاع عن أمن أوروبا، ودورنا يتجاوز حدودنا ليشمل حماية دول البلطيق ودعم استقرار المنطقة.”
التوازن بين الردع والاستفزاز
تم طرح تساؤلات حول ما إذا كانت التحركات البولندية قد تُفسر كاستفزاز لروسيا، رد زابوروسكي: “التحركات البولندية دفاعية تمامًا. نحن نرد على التهديدات الحقيقية، ولا نسعى للتصعيد. إنما نسعى لضمان أن تكون بولندا جاهزة لأي سيناريو محتمل”.
تحديات اقتصادية وإنسانية
ناقش البرنامج تأثير الإنفاق الدفاعي الكبير على الاقتصاد البولندي، خاصة مع التحديات الاقتصادية التي تواجه أوروبا بشكل عام.
وهنا أكد زابوروسكي أن بولندا ترى في تعزيز دفاعاتها استثمارًا ضروريًا في أمنها ومستقبلها، قائلاً: “الأمن له ثمن، لكن كلفة الجاهزية أقل بكثير من كلفة التعامل مع عدوان فعلي”.
هل ستنجح بولندا في تحقيق التوازن بين تعزيز أمنها الداخلي والحفاظ على استقرار المنطقة؟
أكد زابوروسكي أن بولندا مستمرة في تعزيز تحالفاتها داخل الناتو وخارجه، مشيرًا إلى أهمية العمل الجماعي في مواجهة التهديدات المشتركة.
برنامج “على الخريطة” يضع بولندا في قلب الأحداث، كأحد اللاعبين الأساسيين في مواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع الجيوسياسية المتغيرة في أوروبا.