بينما يتزايد التوتر بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، تبرز سيناريوهات متعددة تحدد مستقبل هذه الإدارة في سوريا.

سيناريوهات متعددة

السيناريو الأول: تقويض قسد

أشار الحبير العسكري والاستراتيجي صالح المعايطة، أن تقويض قدرات “قسد” قد يحدث من خلال ضغط الفصائل المدعومة من تركيا وهيئة تحرير الشام، خاصة إذا تخلت الولايات المتحدة عن دعمها.

ويضيف المعايطة خلال حديثه لبرنامج على الخريطة على سكاي نيوز عربية: “من الصعب أن يتم تقويض قسد بالكامل نظرًا للدعم الأميركي وموقعها الحيوي بين العراق وسوريا، لكنها تواجه تحديات متزايدة مع تصاعد الانشقاقات داخل المجتمعات العربية في المناطق التي تسيطر عليها.”

السيناريو الثاني: حكم ذاتي محدود

يطرح هذا السيناريو إمكانية منح “قسد” حكمًا ذاتيا ضمن إطار الدولة السورية، مشابهًا لتجربة إقليم كردستان في العراق. ومع ذلك، يشير  المعايطة إلى العقبات الكبيرة، مثل رفض تركيا لأي ترتيب يقوي الأكراد على حدودها، إلى جانب الخلافات الداخلية في المنطقة.

وأضاف: “الفاعلون الإقليميون مثل تركيا، واللاعبون الدوليون كأميركا، لن يقبلوا بسهولة بتغيير الجغرافيا السياسية بما يعزز وضع الأكراد”.

السيناريو الثالث: الاندماج في الدولة السورية

يعتبر الاندماج في الدولة السورية، وفق اتفاق سياسي شامل، أحد السيناريوهات الأكثر ترجيحا. وهنا يشير المعايطة إلى أهمية هذا الخيار، قائلاً: “اندماج جميع المكونات السورية تحت راية واحدة هو السبيل الأمثل لإنهاء الانقسام، لكن تحقيقه يعتمد على إرادة الأطراف الإقليمية والدولية”.

السيناريو الرابع: إقامة دولة كردية مستقلة

على الرغم من كونه السيناريو الأقل احتمالا، إلا أن تقسيم سوريا وإقامة دولة كردية مستقلة يبقى مطروحًا. ويضيف المعايطة: “إقامة دولة كردية سيشعل مطالب مماثلة من مكونات أخرى، مثل العلويون والسنة والدروز، ما يعيدنا إلى مربع التقسيم الخطير”.

مخاوف أمنية وتحديات قائمة

طرحت قوات سوريا الديمقراطية مبادرة لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في عين العرب “كوباني” لتخفيف التوتر مع تركيا.

وعلّق مظلوم عبدي، قائد “قسد”، على منصة “إكس”: “نحن ملتزمون بوقف إطلاق النار ومستعدون لإعادة توزيع القوات الأمنية تحت إشراف أميركي”.

لكن المعايطة يرى أن هذه الخطوة ليست كافية لتبديد المخاوف الأمنية التركية، قائلاً: “المنطقة شاسعة ومعقدة، وتركيا ليست الطرف الوحيد المتربص؛ هناك أيضًا فاعلون دوليون ومحليون ينظرون للوضع بمنظور استراتيجي بعيد المدى”.

ويبقى مصير الإدارة الذاتية الكردية في سوريا محاطًا بالغموض، في ظل تنازع الأطراف الدولية والإقليمية على مناطق النفوذ.

وفيما تتجه الأنظار إلى مستقبل الصراع، يؤكد المعايطة: “الحل يكمن في توافق الأطراف السورية، واندماج كافة المكونات تحت مظلة دولة واحدة، بعيدًا عن التقسيم والاقتتال الذي أنهك البلاد على مدار عقود”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version