فقد تم الكشف عن مقابر جماعية تضم مئات الجثث في مناطق متفرقة من ريف دمشق، حيث كانت هذه المواقع تُموّه على أنها مناطق عسكرية، بينما هي في الواقع مدافن سرية لأشخاص قضوا على يد الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام.
عشرات الجثث حملها عناصر الأمن السوري من مراكزهم العسكرية القريبة، بعضها كان بشكل فردي وأخرى جماعية.
شهادة من مقبرة القطيفة
وفي مقبرة مدينة القطيفة، تحدث المسؤول عن عمليات الدفن خلال تلك الفترة، إلى “سكاي نيوز عربية” الشيخ أبو محمد، قائلاً: “تم جلب مئات الجثث 100 جثمان بينهم نساء”.
وأضاف: “ضاقت المساحات في مقبرة البلدة فبحثوا عن مساحات أكبر. دلنا الأهالي إلى منطقة بالقرب من جسر بغداد”.
وتابع: “مئات الدونمات مسورة بحائط مرتفع ومحمية بنقاط عسكرية، حيث تم دفن الجثث في مقابر فردية مجهزة بأكياس بيضاء مرمزة بأرقام وأحرف، ومغطاة بألواح إسمنتية لإخفاء ما بداخلها”.
حكايات من شهود العيان
وأثناء البحث، التقت “سكاي نيوز عربية”، بشاهد عيان الذي أفاد بمعلومات إضافية عن الموقع، حيث قال: “المقبرة كانت محمية بعناية، وحتى بعد مرور الزمن، ما زالت آثار التمويه واضحة. بعض الآليات العسكرية القديمة ما زالت في الموقع، ربما لإخفاء حقيقته أو تضليل الناس بشأن طبيعة المكان”.
وروى شاهد عيان آخر تفاصيل مؤلمة عن هذه المقابر التي أصبحت رمزاً للألم والظلم، قائلاً: وكأن المقابر التي تمتد على مساحة سوريا تتحول إلى موطن للشوك.
مآس مخفية
تُظهر هذه الاكتشافات حجم الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق شعبه. فبينما كان النظام يحاول طمس هذه الجرائم عبر إنشاء مقابر سرية، تأتي الآن شهادات شهود العيان لتكشف فظائع تتجاوز حدود الوصف.
إن هذه المقابر ليست مجرد مواقع دفن، بل تمثل سجلاً من المعاناة والظلم، وتؤكد ضرورة التحقيق الشامل في هذه الجرائم، وتوثيقها لتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.