خاص

إنفيديا

أعلنت شركة إنفيديا، بعد جرس الإغلاق الأربعاء 20 نوفمبر، عن نتائج أعمالها عن الربع الثالث من العام 2024، والتي تجاوزت التوقعات للمبيعات والأرباح. كما أنها أعلنت في الوقت نفسه عن توقعات أفضل من المتوقع للربع الأخير من العام، بما يعزز الزخم الصعودي للشركة ويلقي بظلاله على التوقعات المتفائلة لقطاع الذكاء الاصطناعي وأسهم التكنولوجيا.

تُظهر نتائج الشركة الأكبر، وصانعة الرقائق، أن إنفيديا تواصل التوسع بينما يظل الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي القوية مرتفعاً.

  • سجلت إنفيديا إيرادات في الربع الثالث من العام بلغت 35.08 مليار دولار، مقابل 33.16 مليار دولار متوقعة من قبل مجموعة بورصة لندن ” LSEG”.
  • فيما يخص الأرباح لكل سهم، فقد بلغت 81 سنتاً معدلة مقابل 75 سنتاً معدلة متوقعة من قبل LSEG.
  • تتوقع الشركة مبيعات بقيمة 37.5 مليار دولار بزيادة أو نقصان 2 بالمئة في الربع الجاري، وذلك مقابل 37.08 مليار دولار يتوقعها المحللون الذين استطلعت آراؤهم من قبل LSEG.
  • تشير توقعات الربع الرابع إلى نمو سنوي بنحو 70 بالمئة مقارنة بالعام السابق، بانخفاض عن نمو سنوي بنسبة 265 بالمئة في نفس الفترة من العام السابق.

ارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 94 بالمئة على أساس سنوي خلال الربع المنتهي في 27 أكتوبر. ولا يزال هذا يمثل تباطؤاً متتالياً مقارنة بالأرباع الثلاثة السابقة، عندما ارتفعت المبيعات بنسبة 122 و262 و265 بالمئة على التوالي.

تسجل القيمة السوقية للشركة 3.578 تريليون دولار  كأكبر شركة من حيث القيمة السوقية، متفوقة على أبل (3.461 تريليون) ومايكروسوفت (3.089 تريليون) وألفابيت (2.161 تريليون دولار).

وارتفعت القيمة السوقية للشركة بنحو 192.57 بالمئة منذ بداية العام الجاري، بينما كانت قد ارتفعت بنحو 235.88 بالمئة العام، طبقاً لبيانات companiesmarketcap.

توقعات إيجابية

ويتوقع العضو المنتدب لشركة اي دي تي للاستشارات والنظم التكنولوجية، محمد سعيد، استمرار الأداء الإيجابي لشركة “إنفيديا” على المديين القصير والمتوسط، مشيراً إلى أن ذلك يأتي نتيجة لهيمنة الشركة الواضحة على سوق الرقائق المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي تُعتبر المحرك الأساسي لنمو هذا القطاع في السنوات الأخيرة.

ويوضح سعيد، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن الأداء الإيجابي المتوقع للشركة يرتبط بأداء الشركة ككل، نظراً لاستراتيجيتها الذكية في استغلال الاتجاهات الجديدة في قطاع الأعمال والتكنولوجيا، مردفاً: “إنفيديا تمتلك تفوقاً واضحاً في تقديم الخدمات السحابية المستخدمة في مجالات الألعاب وقطاع الأعمال، كما أنها توسعت في مجال البرمجيات، مما يعكس قدرتها العالية على التكيف مع احتياجات السوق وركوب موجات الابتكار المختلفة”.

ويؤكد على أن إنفيديا تتخذ دائماً خطوات متقدمة على منافسيها، بفضل استثماراتها القوية في البحث والتطوير، خاصة في مجالات الحوسبة الكمومية التي تُعد من الاتجاهات المستقبلية الواعدة، مضيفاً:  “إنفيديا ليست فقط رائدة اليوم، بل تُعد من أوائل الشركات المستعدة لموجات الابتكار التالية”.

ومع ذلك، يشير خبير تكنولوجيا المعلومات إلى أن إنفيديا قد تواجه تحديات كبيرة على المدى الطويل. ومن بين هذه التحديات، دخول شركات كبرى – مثل غوغل وأمازون وآبل – التي تُعتبر حالياً من عملائها، إلى المنافسة المباشرة في السوق، بالإضافة إلى جهود شركات أخرى، مثل إنتل، لاستعادة مكانتها في هذا المجال.

ويستطرد: المخاطر الجيوسياسية والقانونية قد تُشكّل أيضًا تهديدًا لأداء الشركة.. المخاطر السياسية، مثل التوتر بين تايوان والصين، قد تؤثر على إنتاج الشركة ومبيعاتها. كما أن التهديدات القانونية المتعلقة بتوجيه تهم احتكار ضد الشركة قد تتحول إلى عائق رئيسي إذا تطورت الأمور إلى قضايا قانونية حقيقية.

و”رغم التحديات المتوقعة، فإن الابتكار والتوسع الذي تتميز به إنفيديا، بالإضافة إلى موقعها الريادي في السوق، يدعمان توقعات استمرار أدائها الإيجابي على المدى القصير والمتوسط”، وفق سعيد.

  • سجلت إنفيديا 30.8 مليار دولار في قسم مركز البيانات الخاص بها، بينما توقع المحللون الذين استطلعت آراءهم شركة StreetAccount نحو82 مليار دولار من الإيرادات.
  • ارتفع صافي الدخل خلال الربع الثالث إلى 19.3 مليار دولار، أو 78 سنتًا للسهم، مقابل 9.24 مليار دولار، أو 67 سنتًا للسهم في الفترة المقابلة من العام الماضي.
  • ارتفع هامش الربح الإجمالي لشركة إنفيديا إلى 73.5 بالمئة، وهو أعلى قليلاً من تقديرات المحللين، بحسب تقرير لشبكة “سي إن بي سي” الأميركية.
  • تقول الشركة إن الزيادة كانت بسبب بيع المزيد من شرائح مراكز البيانات.

نمو سريع

بدوره، يقول خبير التكنولوجيا، محمد الحارثي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”: “تعيش شركة إنفيديا حالياً فترة من النمو السريع، مدفوعة بتزايد الطلب على رقائقها المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي. لقد تمكنت الشركة من تحقيق قفزة هائلة في قيمتها السوقية، التي تجاوزت حاجز الـ 3 تريليونات دولار، ما جعلها أكبر شركة عالمياً (من حيث القيمة السوقية) تليها آبل ومايكروسوفت”.

ويضيف: النجاح الذي تحققه إنفيديا اليوم يعود بشكل أساسي إلى تقنياتها المتقدمة، لا سيما رقائق بلاكويل، التي تقدم تحسينات كبيرة في كفاءة الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها خياراً رئيسياً للشركات الكبرى. كذلك، تعزز الشركة مكانتها من خلال شراكات استراتيجية مع أسماء عملاقة مثل أمازون، ومايكروسوفت، وأوبن إيه آي، حيث تعتمد هذه الشركات على منتجات إنفيديا لدعم عمليات الحوسبة السحابية وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. 

ويضيف: من المتوقع أن تستمر الشركة في الأداء الإيجابي، حيث تشير التقديرات إلى أن سوق معالجات الذكاء الاصطناعي قد ينمو إلى 280 مليار دولار بحلول عام 2027، وهو ما يعزز فرص إنفيديا في الهيمنة على هذا السوق. 

لكن رغم كل هذا النجاح، هناك تحديات لا يمكن تجاهلها، مثل تصاعد المنافسة من شركات أخرى وتأخر إطلاق بعض المنتجات الجديدة، إلا أن هذه العوامل لم تؤثر حتى الآن على زخم الشركة، وفق الحارثي، الذي يختتم حديثه قائلاً: بشكل عام، يمكن القول إن مستقبل إنفيديا يبدو مشرقًا، مع استمرار الطلب المتزايد على تقنياتها المتطورة، ولكن ينبغي متابعة أي تغيرات مستقبلية قد تؤثر على هذا الاتجاه.

عوامل رئيسية

المستشار الأكاديمي في جامعة ولاية سان خوسيه الأميركية الخبير في تكنولوجيا المعلومات من الولايات المتحدة، الدكتور أحمد بانافع، يقول لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية: تُعد شركة إنفيديا من الشركات العالمية الرائدة في تصنيع وحدات معالجة الرسومات (GPUs) وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. نجاحها الحالي في السوق يُتوقع أن يستمر بفضل مجموعة من العوامل الرئيسية، مع وجود بعض التحديات التي تستدعي الانتباه.

ويعدد أسباب استمرار نجاح إنفيديا، على النحو التالي:

  • الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي: مع النمو السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت شرائح إنفيديا أساسية لتشغيل مراكز البيانات ومعالجة التطبيقات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يشمل أدوات مثل ChatGPT.
  • التوسع في الحوسبة السحابية: شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون ومايكروسوفت تعتمد على تقنيات إنفيديا لتطوير مراكز البيانات السحابية، مما يعزز الطلب على منتجاتها.
  • الريادة التقنية: إنفيديا تواصل التفوق على منافسيها من خلال تقديم منتجات متطورة، مما يمنحها ميزة تنافسية قوية في السوق.
  • دور متزايد في صناعات الألعاب: توسع سوق الألعاب الإلكترونية واستثمارات الميتافيرس يدعمان الطلب على معالجات الرسومات العالية الأداء التي تقدمها الشركة.
  • تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات: من السيارات ذاتية القيادة إلى الرعاية الصحية، يتم استخدام تقنيات إنفيديا في قطاعات عديدة، مما يضمن استمرار نموها.

وعلى ذكر صناعة الألعاب، فقد أعلنت إنفيديا عن إيرادات بلغت 3.28 مليار دولار في قطاع الألعاب عن الربع الثالث، مقابل توقعات StreetAccount التي بلغت 3.03 مليار دولار.

أما عن التحديات التي قد تواجه إنفيديا، فتتمثل -في تقدير بانافع- فيما يلي”:

  • المنافسة القوية: الشركات المنافسة مثل AMD وIntel تعمل على تطوير شرائح مماثلة بأسعار تنافسية، ما قد يؤثر على حصة إنفيديا في السوق.
  • القيود الجيوسياسية: التوترات بين الولايات المتحدة والصين قد تحد من مبيعات الشركة في السوق الصينية، الذي يعد أحد أكبر أسواق التكنولوجيا.
  • التقلبات الاقتصادية: أي تباطؤ اقتصادي عالمي قد يؤدي إلى تقليص الإنفاق على التكنولوجيا، مما يؤثر على إيرادات الشركة.
  • الاعتماد على قطاعات محددة: تركيز إنفيديا الكبير على مراكز البيانات وصناعة الألعاب يجعلها عرضة لأي تباطؤ محتمل في هذه القطاعات.

ويختتم حديثه قائلاً: نجاح إنفيديا الحالي مرشح للاستمرار بفضل دورها المحوري في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوسعاتها في الحوسبة السحابية وصناعة الألعاب. ومع ذلك، فإن استمرار النجاح يعتمد على قدرتها على الابتكار ومواجهة التحديات القادمة، سواء كانت تنافسية أو جيوسياسية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version