وقال الكاتب أوفري إيلاني في مقاله، إنه “في إطار الحرب ترتكب جريمة في غزة”.

وأضاف: “إسرائيل تتعمد محو مدينة كبيرة عمرها آلاف السنين (مدينة غزة)، وتنفذ عمليات قتل على نطاق هائل، وتحاول طرد سكان منطقة بأكملها”.

واستشهد الكاتب بتعليقات لمدير جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار، التي دعا فيها إلى تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة.

واعتبر أنه “من هذه الملاحظات يمكننا أن نستنتج أن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها للتسبب في كارثة إنسانية، في حين تحرص على التهرب من التدابير الجادة التي تتخذ ضدها”.

وقال الكاتب إن “ما يحدث في الجزء الشمالي من قطاع غزة حدث مختلف عن أي شيء رأيناه حتى الآن. فما هو ذلك الحدث الذي لا نجرؤ على ذكر اسمه؟ في كثير من أنحاء العالم يطلق عليه الإبادة الجماعية”، في إشارة إلى الهجوم العنيف والحصار الذي تفرضه إسرائيل على شمال القطاع.

وكتب: “يمكننا أن نطلق على الجريمة الحالية وصف التطهير العرقي، أو القتل الجماعي، أو حتى الكارثة الإنسانية المتعمدة أو شبه المتعمدة”.

وأضاف: “هناك في إسرائيل من يغضب من هذا الاتهام المحض. لكن إذا سألتهم عما ينبغي فعله في غزة فإن بعضهم سيقول بالضبط: محو غزة ومنع المساعدات، وفوق كل شيء مواصلة القصف وقتل عشرات الآلاف”.

واستطرد الكاتب: “في كل الأحوال، لا بد وأن يكون المرء ساذجا أو مغرورا لينكر أن هناك قوى ترتكب جرائم حرب عمدا في إطار الحرب التي تشنها إسرائيل، ليس فقط كأضرار جانبية. وهذا يتجلى في مقاطع الفيديو وفي النصوص وفي كلمات التأبين. هذا واضح بالفعل للجميع”.

واعتبر أن “ما هو أكثر إثارة للرعب هو أن الحكومة التي يرأسها (بنيامين) نتنياهو و(بتسلئيل) سموتريتش و(إيتمار) بن غفير هي واحدة من تلك القوى، والواقع أنه في هذه المرحلة من الزمن يصبح من الأدق أن نقول إن بعض القوات القتالية الإسرائيلية لا ترتكب جرائم حرب، وهذا عزاء مثير للشفقة”.

وقال: “هناك الملايين من الفلسطينيين، من البشر، الذين ما زالوا على قيد الحياة ويمكنهم أن يستمروا على قيد الحياة. إننا في حاجة إلى صفقة وإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية تضمن أمن إسرائيل ولبنان والفلسطينيين. لكن قبل كل شيء لا بد أن تتوقف عمليات التطهير العرقي والقتل الجماعي. ليس بسبب الاقتصاد ولا بسبب اليوم التالي ولا حتى بسبب الرهائن، بل لأن هذه جريمة لا مبرر لها”.

وختم مقاله قائلا: “حتى لو خرجت إسرائيل من هذه الحملة منتصرة، وحتى لو نجحت بمعجزة ما في تحرير الرهائن، فإن الفظائع التي تجري في غزة تشكل سقطة في تاريخ إسرائيل، تتضاءل عند مقارنتها بالسقطات الأخرى”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version