خبراء ينصحون بعدم تأخير كتابة الوصية

يظن الكثير من الأفراد أن التخطيط للتركة، أمر يخص كبار السن والأثرياء والمشاهير فقط، لكن هذا الاعتقاد يُعتبر خاطئاً تماماً، فالتخطيط للتركة هو ضرورة ملحة لكل شخص يبلغ من العمر 18 عاماً.

ورغم أن فكرة التخطيط للتركة يمكن أن تربك وتخيف صغار السن، الذين يعتقدون أنه من المبكر جداً التفكير في هذه المواضيع، وأن حياتهم لا تزال في بداية الطريق، إلا أن الحياة بالنسبة للخبراء الماليين مليئة بالمفاجآت، حيث قد تتغير الظروف في أي لحظة بعض النظر عن العمر، ولذلك فإن التخطيط للتركة عبر كتابة وصية قانونية هو إجراء يجب أن يقوم به أي شخص يبلغ من العمر 18 عاماً، وهو السن الذي يصبح فيه الفرد بالغاً في نظر القانون في الكثير من دول العالم.

وبحسب تقرير أعدته “وول ستريت جورنال” واطلع عليه موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، فإنه يجب على كل شاب وشابة في سن 18 التفكير في وضع وصية قانونية لتركتهم، وعدم ترك الأمور للصدفة أو لقوانين الوراثة العامة، فبالنسبة للشباب يتعلق موضوع التخطيط للتركة، بضمان تنفيذ رغباتهم في سيناريوهات مختلفة، وليس فقط في حالة الوفاة، بل أيضاً بتسمية أشخاص جديرين بالثقة، لاتخاذ القرارات الصحية والمالية نيابة عنهم في حال لم يعودوا قادرين على القيام بذلك.

ما هي خطة التركة؟

خطة التركة هي طريقة منظمة لإدارة وتوزيع أصولك المالية والعقارية بعد وفاتك، أو في حال لم تعد قادراً على اتخاذ القرارات بمفردك. ويمكن للتركة أن تشمل أيضاً تسمية الأوصياء على أطفالك أو حيواناتك الأليفة، إذا لم تعد قادراً على رعايتهم. أخيراً، في خطة التركة، يمكنك تعيين شخص موثوق به، ليكون مسؤولاً عن اتخاذ القرارات الصحية والمالية بدلاً منك، إذا أصبحت غير قادر على القيام بذلك.

ورغم أن هذه الأفكار قد تكون مفجعة وسوداوية بالنسبة للبعض، ولكن الواقع يقول أن لا أحد يمكنه أن يعرف ما سيحدث له، ولذلك فإنه من الأفضل بكثير للفرد، أن يكون مستعداً بخطة بدلاً من ترك الآخرين يقررون مصير تركته.

مسألة مخيفة للشباب

ويقول الخبير في الإدارة المالية حسان حاطوم في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن مسألة التخطيط للتركة قد تبدو معقدة ومخيفة للشباب، وهذا الارتباك يعود إلى عدة عوامل، منها الخوف من مواجهة موضوع الموت أو الفقدان، الاعتقاد أن هذه الخطوة تخص الأشخاص الأكبر سناً أو ذوي الثروات، عدم الفهم الكافي للمفاهيم القانونية المتعلقة بالتركة، مشيراً إلى أن جميع هذه العوامل تتداخل لتخلق شعوراً بالحيرة لدى الشباب، مما يمنعهم من اتخاذ خطوات فعالة نحو تأمين مستقبلهم عبر التخطيط للتركة.

وبحسب حاطوم، فإن الشباب غالباً ما يتساءلون عن سبب الحاجة إلى وضع خطة للتركة، خاصة إذا لم تكن لديهم أصولٌ مالية أو عقارية أو أطفال، ولكن الحقيقة هي أن هذه الأسباب ليست العنصر الأساسي الذي يدفع للقيام بهذا الإجراء، فإحدى الخطوات المهمة لكتابة من تجاوز سن 18 عاماً لوصية، هي تحديد من سيتخذ القرارات نيابة عنه في حال تعرضه لحادث أدى إلى اصابته بإعاقة جسدية أو عقلية، تمنعه من اتخاذ قرارات طبية بنفسه، ولذلك فإن وجود توكيل رسمي يحدد الأشخاص الذين يثق بهم الفرد لاتخاذ القرارات الطبية نيابة عنه، يضمن الحصول على الرعاية الطبية التي نرغب بها.

ويشرح حاطوم أنه يمكن لخطة التركة أن تساعد الشباب في تحديد تفضيلاتهم فيما يتعلق بالرعاية الطبية، وأنواع العلاجات التي تدعم الحياة التي يريدونها أو تلك التي لا يريدونها، بالإضافة إلى ذلك، فإنه من خلال خطة التركة يمكن للفرد منح وكيل يثق به حق الوصول إلى الأصول والممتلكات الرقمية، بما يشمل العملات المشفرة، البريد الإلكتروني وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف المحمول والحسابات المصرفية عبر الإنترنت وحسابات التسوق عبر الإنترنت، مشدداً على ضرورة أن يتذكر الشباب أن الأصول الرقمية تعيش إلى الأبد، لذلك من المهم حمايتها عبر التوصية بها. 

ويضيف حاطوم أنه سواء كان الفرد قد بدأ للتو دراسته الجامعية، أو مهنة جديدة، أو يخطط لاحتياجاته المستقبلية، فإن وضع خطة للتركة عبر وصية قانونية، يمكن أن يحمي مصالحه ويساعد والديه وأفراد عائلته، في تخطي عقبات كبيرة في حالة الطوارئ أو الوفاة.

 سيناريو غير شائع

من جهته يقول المحلل الاقتصادي محمد سعد في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن قيام الشباب بوضع خطط للتركة في عمر مبكر هي وللأسف من السيناريوهات غير الشائعة في العالم أجمع رغم أهمية هذه الخطوة، فبغض النظر عن الوضع المالي للفرد، وما إذا كان يملك منزلاً أو لديه أطفال، من المرجح أن تكون خطة التركة مفيدة وبمثابة خطوة استباقية، تساعد في فهم خصوصية الفرد وتحمي مصالحه، علماً أنه على الشباب أدراك أن التخطيط للتركة في عمر مبكر، ليس حدثاً يقوم به لمرة واحدة ولكنه عملية مستمرة يجب إعادة النظر فيها بانتظام، خاصة مع تغير ظروف الحياة، إذ يجب أن تدفع الأحداث الكبرى في الحياة مثل الزواج أو الطلاق أو ولادة الأطفال أو الحصول على أصول كبيرة، إلى مراجعة وتحديث محتمل لخطة التركة.

خطوات وضع خطة للتركة

ويرى سعد أن وضع خطة للتركة ليس بالمهمة الصعبة، بل عملية تحتاج للتوجيه الصحيح واتباع القواعد الأساسية، التي تشمل إعداد المستندات الأساسية، جمع المعلومات الشخصية والطبية والمالية المهمة، تحديد الأفراد الموثوق بهم لتعيينهم كوكيل طبي ومالي، استشارة محام متخصص للمساعدة في إعداد المستندات اللازمة لإنشاء وصية، والتأكد من امتثالها للقونين المرعية، وأخيراً إبلاغ بعض الأفراد أنك قمت بإعداد خطة للتركة، ومكان العثور عليها في حال تعرضك لمكروه.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version