وشوهدت بعض المباني التي لاتبعد سوى أمتار قليلة من المستشفى، وقد سويت بالأرض، فيما تحاول فرق الإنقاذ إزالة الركام لإنقاذ المفقودين تحت الأنقاض.
وقالت ليال سعد موفدة سكاي نيوز عربية إلى لبنان التي تتواجد في عين المكان إن أضرارا جسيمة لحقت بعدد من المباني والمنشأت المدنية في محيط المستشفى.
وأضافت أن فرق الإنقاذ من الدفاع المدني لاتزال تعمل حتى اللحظة من أجل إنقاذ بعض الأشخاص الذين مازالوا تحت الأنقاض والركام، لافتة إلى أن الدفاع المدني يتحدث عن ما بين 7 إلى 8 أشخاص في عداد المفقودين حاليا.
ويقع مستشفى الحريري، وهو أكبر المستشفيات الحكومية في لبنان، في منطقة الجناح، عند أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تشن إسرائيل غارات مكثفة ضد حزب الله منذ قرابة شهر.
قتلى وعشرات الجرحى
وأوردت وزارة الصحة في بيان أن الغارة “في منطقة الجناح – محيط مستشفى الحريري أدت في حصيلة جديدة إلى مقتل 13 شخصا من بينهم طفل فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 57 من بينهم 17 استدعت إصاباتهم الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج وحال 7 منهم حرجة”.
وألحقت الغارة أضرارا طفيفة بالمستشفى، لكنها أدت إلى انهيار أربعة أبنية مأهولة بالقرب منه، وفق ما شاهد مصور لفرانس برس.
وقال إن عمليات البحث كانت متواصلة صباح الثلاثاء للعثور على ضحايا بين الأنقاض، بينما كان يُسمع رنين هاتف خلوي من تحت الركام.
وتحدّث مدير المستشفى جهاد سعادة خلال مؤتمر صحفي عن أضرار لحقت “بألواح الطاقة الشمسية وواجهات الزجاج” في المستشفى، مناشدا بضرورة إصلاح الأضرار بسرعة.
وشنّت إسرائيل ليل الإثنين سلسلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية وأطرافها بعد إنذارات إخلاء للسكان. واستهدفت إحداها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الجوي الأخير، منطقة الأوزاعي المجاورة لمنطقة الجناح، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
إلا أن الحي المستهدف في محيط مستشفى رفيق الحريري وحيث توجد أبنية سكنية مكتظة، لم تشمله إنذارات الإخلاء الإسرائيلية.
وفتح مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية أبوابه أمام الصحفيين الثلاثاء في أعقاب اتهامات إسرائيلية بوجود مخابئ تحت الأرض لحزب الله فيها أموال وذهب.
وبعيد هذه التصريحات الاثنين، قال مالك مستشفى الساحل والنائب عن حركة أمل فادي علامة لفرانس برس إن “الادعاءات الإسرائيلية كاذبة وفيها افتراء، مشيرا إلى أن المستشفى مستشفى خاص عمره 48 عاما، وهو مستشفى جامعي متعاقد مع كلية الطب بالجامعة اللبنانية لا علاقة له بالسياسة.. عمله على الصحة والعلم، وليس فيه أنفاق”.
ودعا “الجيش اللبناني بأسرع وقت وأي مراقب أن يأتي إلى المستشفى ليتأكد من المعلومات ويكذب الادعاءات الاسرائيلية”.
غارات جوية على معاقل حزب الله
وصعدت إسرائيل منذ 23 سبتمبر غاراتها الجوية على معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، ثم بدأت نهاية الشهر ذاته عمليات توغل بري جنوبا.
وأسفر شهر من التصعيد عن مقتل 1489 شخصا على الأقل في لبنان بنيران اسرائيلية، بحسب تعداد أجرته فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية، بينما أرغم التصعيد أكثر من مليون شخص على ترك بيوتهم وفق السلطات.
وادت الغارات ليلا على منطقتي الجناح والأوزاعي إلى نزوح عائلات ليلا، في وقت بلغت غالبية مراكز الإيواء في بيروت طاقتها الاستيعابية القصوى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنّه قصف نحو 300 هدف لحزب الله في لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مع توسيع حملته الجوية لتشمل مؤسسة القرض الحسن المالية التابعة لحزب الله.
وندّد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الاثنين بـ”الأضرار الجسيمة” التي لحقت بمنشآت مدنية جراء “القصف الإسرائيلي المكثف” الذي استهدف مؤسسة القرض الحسن.