منافسة تجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي

حض رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الجمعة الصين على “تعديل سلوكها” لتسوية الخلافات التجارية بين بروكسل وبكين، محذرا بأن التوتر المتصاعدة قد يتحول إلى حرب تجارية.

وقال ميشال “نعول على الصين من أجل أن تعدّل سلوكها وتدرك أن علينا إعادة التوازن إلى العلاقات التجارية من أجل المزيد من الإنصاف، ومن أجل منافسة نزيهة”، وذلك بعد لقاء مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا المنعقدة في لاوس.

وتواصل الصين والاتحاد الأوروبي إجراء مشاورات تتعلق بتحقيق الاتحاد الأوروبي بشأن مكافحة دعم المركبات الكهربائية الصينية، وذلك بعد أن صوت ممثلو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الجمعة الماضي، على تمرير مسودة الحكم النهائي لهذه المسألة، بحسب وكالة شينخوا.

ونقلت الوكالة الصينية عن مصادر قولها إن الصين أجرت مؤخرا اتصالات مكثفة مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن المسائل التجارية المتعلقة بالمركبات الكهربائية الصينية.

قال مركز بروغل للأبحاث الاقتصادية الأربعاء الماضي، إن الرسوم العقابية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية التي تعمل بالبطاريات خطأ ضرره أكثر من نفعه.

وأقرت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة تصويتا يفرض تعريفات عقابية على السيارات الكهربائية الصينية، ما أثار انتقادات العديد من الدول الأوروبية ومنتجي السيارات الذين حذروا من خطورة تلك الخطوة على القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أن المفوضية قالت إنها حصلت على الدعم اللازم من الدول الأعضاء، إلا أن 12 عضوا في الاتحاد الأوروبي امتنعوا عن التصويت وصوت 5 ضد القرار.

وقال مركز بروغل الذي يتخذ من بروكسل مقرا له في تقرير إن الرسوم العقابية “ستضر بمواطني الاتحاد الأوروبي أكثر مما ستساعدهم، وستأتي بنتائج عكسية على صناعة السيارات الأوروبية”.

وأضاف المركز أن الرسوم ستعزل المنتجين الأوروبيين عن الضغوط التنافسية العالمية وتثنيهم عن تطوير سلاسل قيمة متكاملة مع الشركاء الصينيين.

وتابع أن التعريفات تمثل أيضا خطوة أخرى نحو تجزئة التجارة العالمية، الأمر الذي سيؤدي إلى تراكم التكاليف الاقتصادية وخلق حالة من عدم اليقين تشمل الاتحاد الأوروبي.

وقال التقرير إن النزاعات التجارية يكون لها آثار غير مباشرة، وإن مثل هذه النزاعات بين الاتحاد الأوروبي والصين ستؤدي إلى توتر العلاقات الثنائية بشكل عام، مشيرا إلى أن الوقت لا يزال أمام الاتحاد الأوروبي لتغيير رأيه.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version