أصبح إيلون ماسك أحد أكبر مؤيدي الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب (المرشح الجمهوري في الانتخابات الأميركية)، وبالتالي يُعتقد بأنه قد يأتي موقفه ذلك بنتائج عكسية إذا خسر ترامب.
أخبر الرئيس التنفيذي لشركة تسلا المذيع السابق في قناة فوكس نيوز تاكر كارلسون أنه قد يواجه “انتقامًا” إذا فازت نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية، بحسب تقرير لـ “بيزنس إنسايدر” اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” عليه.
وقال ماسك -وهو منتقد متكرر لكامالا هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن- في مقابلة عبر إكس: “في حالة خسارة ترامب، والتي من غير المرجح أن تكون غير محتملة، فقد يكون هناك بعض الانتقام مني.. إنه ممكن”.
كان ماسك صريحًا في دعمه لترامب في الأشهر الأخيرة، وتحدث مؤخرًا في تجمع الرئيس السابق في بتلر، بنسلفانيا، موقع محاولة اغتيال في يوليو. كما أنشأ الملياردير لجنة عمل سياسي مؤيدة لترامب.
كما أن ترامب فكر في عرض منصب على ماسك في حكومته. وقال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، وهو منتقد متكرر للقواعد الحكومية – خاصة عندما تؤثر على أعماله – إنه سيكون “على استعداد للخدمة” في “وزارة كفاءة الحكومة”.
وأعاد ماسك حديثه -خلال المقابلة المذكورة- بشأن محاولتي اغتيال ترامب، مُكرراً ما كان قد ذكره في منشور محذوف سابقاً بشأن عدم وجود محاولات اغتيال لبايدن أو هاريس، في أعقاب محاولة اغتيال ثانية واضحة لترامب.
وقال ماسك في المقابلة مع كارلسون: “لا أحد يكلف نفسه عناء محاولة قتل كامالا لأن ذلك لا طائل منه. لا أحد يحاول قتل بايدن، لأن ذلك لا طائل منه. سيجدون دمية أخرى”.
حذف ماسك منشور X الأولي، الذي انتقده البيت الأبيض، مدعيًا أن المستخدمين على المنصة لم يفهموا حس الفكاهة لديه.
المواقف السياسية لرجل الأعمال
قال خبير تكنولوجيا المعلومات من الولايات المتحدة، أحمد بانافع، إن:
- “التأثير المحتمل للمواقف السياسية على الأعمال التجارية في الولايات المتحدة هو موضوع معقد ومثير للجدل، لا سيما عندما يتعلق الأمر بشخصيات بارزة مثل إيلون ماسك”.
- ماسك أبدى مخاوفه من أن مواقفه السياسية قد تؤثر على أعماله إذا لم يتمكن الرئيس ترامب من الفوز في الانتخابات، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثر أعماله بعلاقاته السياسية.
- “قد يكون للمواقف السياسية لرجال الأعمال تأثير مباشر على شركاتهم، خاصة في حالة الشخصيات التي تبرز في الإعلام كإيلون ماسك.
- يمكن أن تشمل هذه التأثيرات العقود الحكومية، واللوائح التنظيمية، وحتى العلاقات العامة.
- وع ذلك، تحمي القوانين الأميركية الشركات من التمييز السياسي المباشر، مما يجعل استخدام السياسة للانتقام بشكل قانوني أمرًا صعبًا.
وأشار بانافع إلى أنه “على الرغم من وجود ضوابط وتوازنات في النظام الأميركي لمنع الانتقام السياسي، فإن هناك دائمًا مخاوف من إمكانية حدوثه، موضحاً أن التغييرات في السياسات بين الإدارات المختلفة قد تؤثر على الأعمال، خاصة تلك المرتبطة بالعقود الحكومية أو الصناعات الحساسة. لكن الانتقام السياسي المباشر يعد غير قانوني وغير مقبول في النظام الديمقراطي الأميركي.”
وأوضح بانافع أنه “في ظل التحديات السياسية الحالية، من المتوقع أن تلتزم كامالا هاريس، كنائبة للرئيس، بالمعايير الأخلاقية والقوانين التي تحكم المنصب”، مشدداً على أنه لا يوجد دليل واضح يشير إلى أنها قد تتخذ إجراءات انتقامية ضد خصومها السياسيين، بل يجب أن تكون المنافسة السياسية ضمن حدود القانون والأعراف الديمقراطية.
واختتم بانافع تصريحه قائلاً: “المخاوف من تصفية الحسابات السياسية قد تكون قائمة، لكن النظام الأميركي يحرص على حماية الأعمال من تأثير السياسة المباشر.. التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على تلك الضوابط في ظل التوترات السياسية المستمرة.”
وقبيل أيام، وجه الملياردير إيلون ماسك، انتقادات لاذعة للانتخابات الرئاسية المقبلة خلال ظهوره مع دونالد ترامب في تجمع انتخابي، واصفا المرشح الرئاسي الجمهوري بأنه الوحيد القادر على “الحفاظ على الديمقراطية في أميركا”.
وقفز ماسك على المنصة التي كان ترامب يخاطب من عليها أنصاره، وحذر من أن “هذه ستكون الانتخابات الأخيرة إذا لم يفز ترامب”، حسبما أوردت “الأسوشيتد برس”. وظهر ماسك وهو يرتدي قبعة سوداء تحمل شعار حملة ترامب “اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”.
مخاوف ماسك
وإلى ذلك، قال خبير التطوير التكنولوجي، هشام الناطور: “إيلون ماسك أعرب عن مخاوفه بشأن إمكانية اتخاذ سياسات انتقامية ضده في حال خسارة الرئيس السابق دونالد ترامب وسط التوترات السياسية المتزايدة في الولايات المتحدة. هذه السياسات قد تستهدف شركات ماسك ومصالحه، خاصة إذا كانت آراؤه السياسية تتعارض مع السلطة الحاكمة المقبلة”.
وأضاف: كما هو معروف، شركات التكنولوجيا الكبرى ترتبط بشكل وثيق بالخلافات السياسية، حيث تؤثر السياسات الحكومية بشكل كبير على رجال الأعمال، لا سيما الشركات التي تتعامل مع العقود الحكومية مثل تسلا وسبيس إكس، والتي تعمل في مجالات حساسة.
وشدد على أن الولايات المتحدة بيئة تنافسية جدًا، وقد تشهد أحيانًا تصفية حسابات سياسية، وإن كانت غالبًا ما تكون غير مباشرة.. تتخذ هذه التصفيات شكل تغييرات في التشريعات أو السياسات التمويلية.
وعلى الرغم من ذلك، تخضع هذه التصرفات للرقابة المؤسساتية، ويصعب أن تكون تصفية الحسابات علنية، وفق الناطور الذي أفاد بأن بعض المسؤولين، مثل نائبة الرئيس كاميلا هاريس، قد يتجنبون المواجهة المباشرة مع رجال الأعمال البارزين مثل ماسك، ولكن قد يتخذون سياسات تؤثر على شركاتهم بشكل غير مباشر إذا تعارضت مصالحهم مع التوجهات السياسية الجديدة.
وأشار الناطور إلى أن “مصالح إيلون ماسك قد تكون بالفعل معرضة للتأثير بسبب مواقفه السياسية. شركات مثل تسلا وسبيس إكس تعتمد بشكل كبير على العقود الحكومية وتخضع لتنظيمات بيئية صارمة، وهو ما يجعلها عرضة للتأثر بتغيرات السلطة السياسية. في حال تغير التوجه السياسي في الولايات المتحدة، قد يكون لهذا تأثير مباشر على قدرة هذه الشركات على التكيف مع القوانين الجديدة أو الحفاظ على العقود الحكومية التي تعتمد عليها.