وأكد مسؤول في إحدى منظمات المجتمع المدني السودانية لموقع سكاي نيوز عربية ان المبعوث الأميركي توم بيريللو أبلغهم خلال اجتماع عقده معهم بالعاصمة الكينية نيروبي يوم الأربعاء عن اتصالات مع الاتحاد الأفريقي لإدخال قوات حفظ سلام أفريقية.
وأوضح المسؤول أن بيريللو عبر عن استيائه الشديد حيال احتدام القتال في السودان والتدهور الكبير الذي آلت إليه الأوضاع الإنسانية خلال الفترة الأخيرة. وقال المسؤول إن بيريللو حمل الجيش مسؤولية فشل جهود الحل السلمي، مشيرا إلى “سيطرت تنظيم الإخوان على قرار الجيش”.
وتأتي تصريحات بيريللو وسط محاولات لإقناع قادة الجيش وقوات الدعم السريع بالعودة إلى طاولة التفاوض والوصول إلى حل ينهي الحرب المستمرة في البلاد منذ نحو 18 شهرا والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من السودانيين وتشريد نحو 13 مليونا من منازلهم.
لكن مراقبين يستبعدون إمكانية إحداث أي اختراق في اتجاه الحل التفاوضي في ظل الاحتدام الحالي للقتال في الخرطوم ودارفور.
ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، طرحت أطراف دولية واقليمية 10 مبادرات لوقف الحرب، لكن جميعها لم ينجح حتى الآن في حل الأزمة.
وفي حين طرحت تلك المبادرات حلولا وخطوات عديدة لوقف الحرب وتوصلت إلى مقررات شملت عقد لقاءات مباشرة بين قائدي الجيش والدعم السريع، إلا ان تلك المقررات لم يتم تنفيذها.
ويعزي مراقبون وفاعلون سياسيون فشل كل تلك المحاولات والجهود إلى تعدد المنابر، وعدم رغبة بعد الأطراف في الوصول إلى سلام، إضافة إلى الضغط الذي تمارسه مجموعة الإخوان الرافضة لوقف الحرب.
ويرى مراقبون أن الأزمة السودانية وصلت إلى طريق مسدود بالفعل، مشيرين إلى أن التدهور المريع في الأوضاع الإنسانية، وتزايد ضحايا الحرب من المدنيين، واتساع رقعة الجوع التي باتت تشمل أكثر من 25 مليون شخص جميعها اسباب ترجح احتمالية اللجوء لتدخل خارجي لحماية المدنيين، لكنهم يرجحون أن يكون ذلك التدخل أفريقيا بمظلة أممية، نظرا للتعقيدات المتوقعة داخل مجلس الأمن الدولي.
وفي هذا السياق، يتوقع السفير الصادق المقلي أن يواجه أي مشروع قرار داخل مجلس الأمن بـ”فيتو” من قبل الصين أو روسيا، لكنه يشير إلى إمكانية اللجوء إلى خيار “التدخل الإنساني” في حال أي اعتراض من الصين أو روسيا، وهو الخيار الذي يمكن تنفيذه عبر تحالف دولي إقليمي كما حصل في عدة بؤر نزاع مشابهة.
ويقول المقلي لموقع “سكاي نيوز عربية” إن التدخل الإنساني يتم غالبا بإرسال قوات الاحتياطي لشرق افريقيا المرابطة في كينيا والمعروفة بـ “ايساف”.
ويتبنى الاتحاد الأفريقي والهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا “ايغاد” خطة لحل الأزمة تتكون من 6 نقاط، تشمل وقف إطلاق النار الدائم، ونزع السلاح في المدن، وإخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن المدن، ونشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الإستراتيجية، إضافة إلى معالجة الأزمة الانسانية والبدء في عملية سياسية لتسوية الأزمة بشكل نهائي