ويأتي التصعيد بعد تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين الجانبين على مدى عام تقريبا، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا قد تسبب دمارا كبيرا وتنجر إليها إيران.
وفيما يلي خلفية الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله:
لماذا يتقاتل الجانبان؟
بدأت جماعة حزب الله تبادل إطلاق النار مع إسرائيل في الثامن من أكتوبر، بعد يوم من هجوم شنه مسلحو حركة حماس على تجمعات سكنية في جنوب إسرائيل.
وتقول جماعة حزب الله، وهي حليفة لحماس، إن الهدف من هجماتها هو دعم الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي في القطاع.
واستدرجت حرب غزة جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في المنطقة.
وتعد جماعة حزب الله على نطاق واسع أقوى العناصر في شبكة متحالفة مع إيران والمعروفة باسم “محور المقاومة”.
وخاضت إسرائيل وحزب الله حروبا عدة، كان آخرها في عام 2006.
ولطالما اعتبرت إسرائيل حزب الله أكبر تهديد على حدودها، وتشعر بقلق شديد من تزايد حجم ترسانة الجماعة ووجود موطئ قدم لها في سوريا.
وتحددت أيديولوجية حزب الله إلى حد بعيد بالصراع مع إسرائيل.
فقد أسس الحرس الثوري الإيراني الجماعة في عام 1982 لمحاربة القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان في السنة نفسها.
وخاضت الجماعة حرب عصابات على مدى سنوات أدت إلى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام2000.
كيف يتصاعد الصراع؟
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في العاشر من سبتمبر إن العمليات التي تنفذها إسرائيل ضد حماس في غزة كتملت تقريبا وستحول تركيزها إلى الحدود الشمالية بهدف إعادة آلاف النازحين الإسرائيليين إلى ديارهم.
وفي17 و18 سبتمبر، انفجرت آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) وأجهزة (ووكي توكي) التي يستخدمها حزب الله في هجوم تقف وراءه إسرائيل فيما يبدو، مما تسبب في مقتل العشرات وإصابة الآلاف.
وفي 20 سبتمبر، تسبب هجوم إسرائيلي على جنوب بيروت في مقتل أحد كبار قادة حزب الله إلى جانب شخصيات قيادية أخرى.
وردا على ذلك، أطلق حزب الله صواريخ في عمق إسرائيل، بمافي ذلك صوب مدينة حيفا الشمالية.
وفي 23 سبتمبر، شنت إسرائيل أعنف قصف لها على لبنانفي الصراع، وركزت على الجنوب لكنها ضربت أيضا أهدافا في سهل البقاع وبيروت.
إلى أي مدى قد يسوء الوضع؟
التصعيد محتمل للغاية. فعلى الرغم من ضراوة الأعمال القتالية، هناك مجال واسع لحدوث صراع أوسع نطاقا.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ديسمبر من أن بيروت ستتحول “إلى غزة” إذا أشعل حزب الله حربا شاملة.
وأشارت الجماعة قبل ذلك إلى أنها لا تسعى إلى توسيع نطاق الصراع لكنها قالت أيضا إنها مستعدة لخوض أي حرب تضطر إليها، وإنها لم تستخدم حتى الآن سوى جزء صغير من قدراتها.
ولحقت أضرار جسيمة بالجانبين في الحروب الماضية.
وسوت الضربات الإسرائيلية في عام 2006 مناطق واسعة من الضواحي التي يسيطر عليها حزب الله في جنوب بيروت بالأرض، ودمرت مطار بيروت، وقصفت طرقا وجسورا وغير ذلك من مرافق البنية التحتية.
وفرما يقرب من مليون شخص من منازلهم في لبنان.
كما فر 300 ألف شخص في إسرائيل من منازلهم هربا من صواريخ حزب الله ودُمر حوالي ألفي منزل.
وتملك جماعة حزب الله ترسانة أسلحة أكبر بكثير مما كانت لديها في عام 2006، بما في ذلك صواريخ تقول الجماعة إنها قادرة على ضرب جميع أنحاء إسرائيل.
وغزت القوات الإسرائيلية لبنان عدة مرات ووصلت إلى بيروت في غزو عام 1982 الذي كان يهدف إلى سحق المسلحين الفلسطينيين المتمركزين في لبنان.
ما فرص الحل الدبلوماسي؟
تقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية في لبنان ستستمر حتى يتسنى لسكان شمال إسرائيل العودة إلى ديارهم بأمان، وهو ما يتطلب توقف حزب الله عن إطلاق الصواريخ.
ويقول حزب الله إنه سيواصل إطلاق النار في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على غزة.
ومع ذلك، تعثرت محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع عدم وجود مؤشرات واضحة على حدوث تقدم قريبا.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تحبذ التصعيد بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود لكن واشنطن تحجم عن الضغط علنا على إسرائيل لتخفيف قصفها.
وتوسط المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين في اتفاق دبلوماسي صعب المنال بين لبنان وإسرائيل في 2022 حول حدودهما البحرية المتنازع عليها.
وأشارت الجماعة في بداية العام الجاري إلى انفتاحها على الوصول إلى اتفاق يعود بالنفع على لبنان، لكنها ذكرت أن المناقشات لا يمكن البدء فيها قبل أن توقف إسرائيل هجومها على قطاع غزة.
وقال هوكستين في 30 مايو إنه يتوقع عدم تحقيق سلام بين حزب الله وإسرائيل، لكن مجموعة من التفاهمات بإمكانها إزالة عدد من مسببات الصراع وقد تفضي إلى ترسيم حدود معترف به بين لبنان وإسرائيل.
وتضمن اقتراح فرنسي قُدم لبيروت في فبراير انسحاب وحدة النخبة التابعة لحزب الله لمسافة 10 كيلومترات من الحدود وإجراء مفاوضات تهدف إلى تسوية النزاعات حول الحدود البرية.
وبدت آفاق تنفيذ مثل هذا الاتفاق قاتمة حتى قبل أحدث جولة من التصعيد. وفي الوقت الراهن، يبدو أنها أقل احتمالا.