عديد من رواد التكنولوجيا مثل جنسن هوانغ من إنفيديا ومارك زوكربيرغ من ميتا ولاري إليسون من أوراكل تمكنوا من تعزيز ثرواتهم بمليارات الدولارات في فترات قصيرة، مما جعل قطاع التكنولوجيا محور اهتمام المستثمرين العالميين.

ورغم هذا النجاح الكبير، يواجه المستثمرون بالقطاع تحديات متزايدة، تشمل تقلبات السوق ومخاوف الركود الاقتصادي، والضغوط التنظيمية التي تهدد استدامة هذا النمو السريع، علاوة على التقييمات الكبيرة للشركات.

وفي هذا السياق، ووفقاً لموقع “بيزنس إنسايدر”، تمكن 10 أشخاص من زيادة ثرواتهم الشخصية بمجموع قدره 360 مليار دولار هذا العام، وهو مبلغ يفوق القيمة السوقية لشركة “كوكاكولا” (307 مليار دولار)، أو “بنك أوف أميركا” (301 مليار دولار)، أو “نتفليكس” (295 مليار دولار).

من بين أكبر الرابحين هذا العام الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانغ، والرئيس التنفيذي لشركة ميتا  مارك زوكربيرغ، ورئيس مجلس إدارة أوراكل لاري إليسون. وقد عززت الضجة الكبيرة حول الذكاء الاصطناعي أسعار أسهم شركاتهم هذا العام، مما أفادهم كأكبر المساهمين.

واستعرض التقرير -الذي اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” على نسخة منه، قائمة المليارديرات العشرة الذين شهدوا نمواً في ثرواتهم منذ بداية العام، على النحو التالي:

في المرتبة العاشرة جاء الملياردير الأميركي وارن بافيت (الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة بيركشاير هاثاواي)، بزيادة 22.3 مليار دولار، ليصل صافي ثروته إلى  142 مليار دولار.

سبقه في المرتبة التاسعة أمانسيو أورتيغا (مؤسس ورئيس مجلس إدارة Inditex السابق، الشركة الإسبانية العملاقة التي تمتلك Zara وBershka وMassimo Dutti وPull&Bear)، بزيادة 22.3 مليار دولار، ليصل صافي ثروته إلى  110 مليار دولار.

وثامناً جاء مايكل ديل (مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركةDell Technologies )، بزيادة في الثروة منذ بداية العام بحوالي 27.8 مليار دولار، ليصل إلى 106 مليار دولار.

وفي المرتبة السابعة، جاء روب والتون (الابن الأكبر لسام والتون ووريث لثروة وولمارت)، بزيادة 28.1 مليار دولار، ليصل صافي ثروته إلى 99.3 مليار دولار. سبقته أليس والتون (الابنة الوحيدة لمؤسس “وولمارت” سام والتون) بزيادة منذ بداية العام: 28.7 مليار دولار، لتصل إلى 98.7 مليار دولار، لتأتي بذلك خلفاً لجيم والتون (الابن الأصغر لسام والتون) بزيادة 29.1 مليار دولار وصافي ثروة 102 مليار دولار.

وقبل عائلة والتون جاء في المركز الرابع جيف بيزوس (مؤسس أمازون) بزيادة في الثروة منذ بداية العام قدرت بنحو 32.4 مليار دولار حتى إغلاقات الخميس الماضي، وبصافي ثروة 209 مليار دولار.

أما لاري إليسون (المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة أوراكل) فقد حل في المركز الثالث بزيادة في الثروة 50 مليار دولار ليصل صافي ثروته إلى 173 مليار دولار.

وفي المركزين الأول والثاني جاء كل من جنسن هوانغ (مؤسس ورئيس إنفيديا)ومارك زوكربيرغ (المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ميتا) على التوالي.

سجل الأول (هوانغ) كأكثر شخص حقق زيادة في الثروة خلال العام زيادة بقيمة 60.5 مليار دولار ليصل صافي ثروته إلى 104 مليار دولار. فيما سجل زوكربيرغ زيادة بقيمة 58.6 مليار دولار ليصل إلى 187 مليار دولار.

المحرك الرئيسي للثروات

وبدوره، قال العضو المنتدب لشركة “آي دي تي” للاستشارات والنظم التكنولوجية، خبير أسواق المال، محمد سعيد، في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن:

  • التكنولوجيا شكلت المحرك الرئيسي لتكوين الثروات في العقود الأخيرة.
  • برزت أسماء عالمية مثل بيل غيتس وإيلون ماسك وجيف بيزوس الذين يحتلون مكاناً ضمن صدارة قائمة أغنى أغنياء العالم.
  • ظهور شركات “اليونيكورن”، التي تبدأ من الصفر وتصل إلى قيمة مليار دولار، يعكس هذا النمو السريع والضخم في مجال التكنولوجيا.
  • تكاليف بدء المشاريع التكنولوجية منخفضة مقارنة بالأنشطة التقليدية في بعض الأحيان، مما ساعد شركات مثل أمازون وفيسبوك على تحقيق نمو هائل والوصول إلى العملاء عالميًا دون قيود.
  • تطبيقات مثل تيك توك حققت نجاحات قياسية، رغم محاولات بعض الدول للحد من انتشارها.

لكن سعيد يؤكد في الوقت نفسه أن التكنولوجيا تظل محفوفة بالمخاطر،  حتى أن شركات عملاقة فشلت في بعض المشاريع (..)، لافتاً إلى أن التكنولوجيا ليست وصفة مضمونة لتكوين الثروات، بل قد تواجه تحديات كبيرة في ظل المبالغة في تقييم الشركات وأسعار أسهمها، مما يزيد من احتمالات حدوث تصحيح أو انهيار في السوق.

ويوضح في الوقت نفسه أن التكنولوجيا ليست بمنأى عن المخاطر الاقتصادية والقانونية، مشددًا على أن ظهور تقنيات جديدة قد يؤدي إلى انهيار شركات عملاقة كما حدث مع نوكيا وكوداك على سبيل المثال، إلى جانب التحديات القانونية التي قد تواجهها الشركات الكبيرة مثل مايكروسوفت وغوغل.

نمو كبير

من جانبه، قال الخبير التكنولوجي، محمد الحارثي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن قطاع التكنولوجيا شهد خلال العقدين الماضيين نمواً كبيراً جعله محركاً رئيسياً للاقتصاد العالمي، مشيراً على سبيل المثال إلى ارتفاع القيمة السوقية لشركة “أبل” إلى أكثر من 3.3 تريليون دولار، فيما تجاوزت قيمة أمازون 1.9 تريليون دولار، وهو ما كان محفزاً لنمو ثروات المستثمرين في القطاع.

ويضيف: “التقارير تشير إلى أن(نسبة كبيرة) من المليارديرات الذين شهدوا أكبر زيادة في ثرواتهم لهذا العام كانوا مرتبطين بشركات التكنولوجيا”، مشدداً على أن هذا النمو الهائل يثير تساؤلات حول مدى استدامته، متسائلاً: “هل نحن أمام فرصة استثمارية ذهبية أم أن هناك مخاوف من فقاعة اقتصادية قد تنفجر؟”.

 ويلفت الحارثي إلى أن هذا الازدهار مدعوم بالتحول الرقمي المستمر وانتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، في وقت يُتوقع فيه أن يقفز حجم سوق الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة بحلول العام 2030.

ويشير الخبير في الوقت نفسه إلى أن الابتكار في مجالات مثل البرمجيات كخدمة (SaaS) والتكنولوجيا المالية (FinTech) يفتح فرصاً جديدة للعوائد، لكنه حذر من أن هذا الازدهار لا يخلو من التحديات. واستشهد بأزمة فقاعة دوت كوم كمثال على المخاطر المحتملة، مشيراً إلى أن شركة OpenAI وقيمتها التقديرية العالية رغم أن أرباحها ما زالت تعتمد على تقنيات غير مثبتة بالكامل.

كما يلفت الحارثي في الوقت نفسه إلى أن التنافس الشديد في قطاع التكنولوجيا يؤدي إلى تراجع متوسطات هامش الربح بالنسبة للشركات (..)، مبيناً في الوقت نفسه أن التشريعات الحكومية المتزايدة تشكل تهديداً آخر على نمو الشركات، فضلاً عن تأثير تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع معدلات التضخم، ما قد يجعل جذب الاستثمارات في القطاع أكثر صعوبة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version