“من يريد مستقبلا مفتوحا على مصراعيه لأطفاله فليهتم بتعليمهم الرياضيات ويشركهم في مسابقات البرمجة المحلية ثم الدولية المعروفة باسم أولمبياد البرمجة أو المعلوماتية”، هكذا لخص رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، إسماعيل عبد الغفار، أهمية استضافة مصر لأولمبياد البرمجة لطلبة المدارس.
وتستضيف مصر الدورة 36 من أولمبياد المعلوماتية الدولي لطلبة المدارس (IOI)، وتم افتتاحها بمكتبة الإسكندرية، الإثنين، وتستمر الفعاليات حتى 8 سبتمبر الجاري، وهو من تنظيم الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر، وتحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
إسماعيل عبد الغفار قال لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الأكاديمية العربية أخذت على عاتقها فتح الطريق أمام النشء المصري و العربي للوصول إلى أهم الوظائف في العالم عبر البرمجة.
وتابع أن كل من شاركوا في مسابقات البرمجة المحلية والدولية من مصر مثلا حصلوا على منح في كبرى الجامعات المتخصصة، فخلال السنوات العشر الماضية حصل متسابقون من مصر على منح مجانية في MIT الأميركية وهي الجامعة رقم 1 عالميا وأيضا في هارفارد وستانفورد ووترلو في كندا.
وأوضح عبد الغفار أن هذه الجامعات تجد في هؤلاء الطلبة نوابغ وتعطيهم جميع الفرص وبعد التخرج يعملون بها ويحصلون على كل شيء لتحقيق أهداف تلك الجامعات.
وشد على أنه حتى من لم يحالفه الحظ بالفوز في المسابقات المحلية أو الدولية للبرمجة فهو يحصل على منح من جامعات محلية أو أجنبية في مصر وفي دول مثل روسيا والصين غيرها.
وكشف أن الطريق لهذه المسابقات مفتوح من خلال تعليم الرياضيات للطفل ومن سن 10 سنوات يستطيع التسجيل في المسابقات عبر موقع إلكتروني وحضور الاختبارات ثم الانطلاق في هذا المجال.
وأشار إلى أنه العام الماضي وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات تم عمل اختبارات في مراكز التطوير التكنولوجي بمديريات التعليم في كل المحافظات وبلغ عدد من تم اختبارهم 85 ألف طالب ثانوي وإعدادي وابتدائي وتأهل منهم 25 ألف للمسابقة، ثم شارك منهم بالفعل 1000 طالب وتلميذ حيث تم تدريبهم على أعلى مستوى وبشكل مجاني تماما ومنهم من فاز بالمسابقة المحلية ثم تأهل للأولمبياد الدولي.
وشرح أن الفكرة تقوم على فتح مدارك الطفل من خلال تدريبه على حلول المسائل الرياضية ثم تطبيق ذلك عبر البرمجة من خلال الحل على الكمبيوتر، وهذا يجعل الطفل قادر على إيجاد الحلول في جميع المجالات حتى أن أحد خريجي المسابقة المحلية بمصر تأهل للاولمبياد الدولي ثم حصل على منحة دراسية بالخارج وحاليا يعمل في منصب مهم بشركة استثمارات مالية تدير محافظ مالية قيمتها 60 مليار دولار سنويا.
استضافة لها معنى
من جانبه قال أسامة إسماعيل مؤسس الأولمبياد العربي والمصري، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” إن مصر لم تحظ بفرصة تنظيم واستضافة النسخة الحالية من أولمبياد البرمجة الدولي لطلبة المدارس إلا بعد جهد كبير.
وأوضح أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية ومقرها الإسكندرية قامت بالتعاون مع وزارة الاتصالات المصرية بالتقدم لاتحاد الإولمبياد الدولي للبرمجة بطلب الاستضافة، فقام الأخير من جانب خبراءه بدراسة الطلب وزيارة مصر ورؤية الإمكانيات وأماكن الاستضافة والتنظيم وبعد ذلك تم التصويت ففازت مصر بالتنظيم وتسلمت راية التنظيم من المجر التي استضافت النسخة السابقة العام الماضي.
أسامة اسماعيل يشغل حاليا منصب مستشار المعلوماتية لرئيس الأكاديمية العربية لتكنولوجيا المعلومات والنقل البحري والعميد الموسس للمركز الإقليمي للمعلوماتية بالأكاديمية بالإسكندرية.
وشرح أن المنافسات تتم بين طلبة المدارس من الدول المشاركة على مدى أيام انعقاد الأولمبياد، حيث عليهم حل مسائل حاسوبية معقدة ومن يفعل ذلك في أقل وقت يفوز بميدالية ذهبية والتالي له بالفضية والثالث بالبرونزية.
ونوه إلى أن هذا الأولمبياد أشبه تماما بالأولمبياد الرياضي في شكل المنافسة حيث أنه يعتمد على متسابقين فرديين ترشحهم دولهم بعد فوزهم بالتصفيات المحلية وكل متسابق يحل المسائل منفردا ويتم تقسيم المسابقة لمستويات وكل مستوى له مسائل معقدة بقدر معين وميداليات.
ونوه إلى أن هذا الاولمبياد الخاص بطلبة المدارس يختلف عن أولمبياد طلبة الجامعات الدولي حيث أن الأخير يكون المتنافسين به فرق وليس أفراد وكل فريق يمثل جامعة من دولة.
طفرات كبيرة
وشدد على أن أولمبياد طلبة المدارس يحقق طفرات كبيرة لأن قدرة المتسابقين فيه على الاستيعاب أكبر نظرا لصغر سنهم وقدرتهم على مواكبة التطورات بشكل أسرع، ولذلك فإن الجامعات الدولية حرفيا تتسابق لتقديم منح دراسية مجانية لكل من يشارك في هذا الأولمبياد بغض النظر عن فوزه من عدمه.
ويشارك في المنافسات متسابقون من 96 دولة هم من فازوا بالتصفيات المحلية في البرمجة ببلادهم .
وقد حرص المنظمون على المزج بين المتعة والمنافسة خلال فعاليا الأولمبياد وذلك بتخصيص وقت بين جلسات المنافسة من أجل زيارة معالم مدينة الإسكندرية التاريخية.
محافظ الإسكندرية أحمد خالد قال خلال فعاليات الأولمبياد إن القيادة المصرية تولي اهتماماً بالغاً بالاستثمار في الشباب، لذلك بدأت القيادة السياسية في الاهتمام بتحقيق اقتصاد تنافسي، يعتمد على الاستفادة من مخرجات البحث العلمي حيث وجه رئيس الجمهورية بزيادة حجم إسهامات منظومة البحث العلمي.
وأضاف أن الأولمبياد الدولي للمعلوماتية لطلبة المدارس والمنعقد في مصر يواكب التطورات التي يعيشها العالم حولنا، حيث نعيش مرحلة جديدة تشهد توسعا في استخدام تطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، فالاستثمار في تكنولوجيا الاتصالات أصبح الاستثمار المستقبلي وعلى مدار السنوات الماضية أصبحت مصر منافسا قويا في الأولمبياد الدولي للمعلوماتية حيث حصدت العديد من الميداليات في هذا المجال.
أما غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر فأوضحت أن الأولمبياد الدولي للمعلوماتية يعد واحدًا من أكثر المنافسات الدولية السنوية شهرة في العالم في مجال المعلوماتية منذ طرح الفكرة للمرة الأولى فى عام 1987 .
وشددت على حرص مصر سنوياً على المشاركة فى هذه المسابقة، مشيرة إلى أن مصر هى أول دولة عربية وأفريقية تستضيف هذا الحدث الدولي للمرة الثانية منذ استضافتها الأولى له عام 2008.
وأكدت على جهود الدولة المصرية واستراتيجيتها لبناء مصر الرقمية للوصول إلى مجتمع رقمي تفاعلي آمن ومنتج ومستدام، وحرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تشجيع الشباب على الإبداع والابتكار والاهتمام بمجالات تكنولوجيا المعلومات ونشرها بين الأجيال الشابة، مع تقديم مجموعة متنوعة ومتكاملة من البرامج التعليمية والتدريبية لتعزيز المهارات الرقمية للنشء والشباب وتلبية احتياجات سوق العمل.